تعلَّم أنْ تُفارِق




شعر / سهام فودة 




تعلَّم أنْ تُفارِقَ حينَ يُثقِلُكَ الوَباءُ،

حينَ تَكسِرُكَ الظُّنونُ وتَخذُلُكَ السَّماءُ.


العَلاقاتُ الّتي ماتَتْ، دَعها تُوارى،

كالقُبورِ إنْ نَبَشْتَها، عادَتْ أَوجاعُها.


لا تَلتَفِتْ لِمَن صارَ في ظَهرِكَ،

فَليسَ وراءَ الكَسْرِ إلّا أَشباحُ الوَهمِ تَسرِقُكَ.


لا تَترُكِ البَابَ مُوارَبًا،

فإنَّ الرُّجوعَ مِصيدةٌ تُعيدُكَ إلى أَسْرِ الهَباءِ.


المعارِكُ الّتي تُرهِقُكَ،

اقذِفْها وراءَكَ كَصَخرةٍ في قاعِ البَحرِ،

لا تُهْدِرْ قُوَّتَكَ في سِباقٍ لا يُثمِرُ.


والأَماكِنُ التي تَسْرِقُ شَغَفَكَ،

اغلِقْ كِتابَها وارحَلْ،

فالشَّغَفُ شُعلةُ النَّفْسِ، وإِن أَطفَأتَها مِتَّ.


تعلَّم أنْ تُفارِقَ،

فالفُراقُ أَحيانًا وِلايةُ النَّجاةِ،

وحينَ تَغادِرُ ما يُطفِئُكَ،

تُخلَقُ مَرَّةً أُخرى... نَجْمًا في سَماءِ الحُرّيَّةِ.

Post a Comment

أحدث أقدم