الأديبة قمر عبدالرحمن
كالوردِ يَنصاعُ لأشواكه السّفلى
وكالغصنِ يدنو من عربدةِ الرّيح
وكالورقِ يخضعُ لعنادِ الجاذبيّة
كذلك الوطن..
ينحني لإرادةِ حرٍ يحلمُ بالتحررِ متجاهلًا الثّمن..
وهل هناك أغلى من فناءِ العمرِ في زنزانةِ الجَسد؟
وهل هناك أثمنُ من فداءِ الوطنِ بفراق اﻷم والزّوج والولد؟
وهل هناك أعظمُ من الدّم والرّوح، والنّفور إلى الله ﻷجلِ قطعة القلب الغنيّة اﻷبيّة؟
كيف بعد ذلك لا يتحرّر..
أنت حرٌ يا وطني رغم تلوثِ السّاميّة
أنت حرٌ يا وطني رغم غبار الحريّة
حرٌ بالرّقصةِ الشّعبيّة
بالأكلة الشّعبيّة
بلباس القرويّة
بهتافِ البقاء
حرٌ بضفائر الشّمس على كتف السّماء
حرٌ بخبز الفجر ﻷبناء النّهار
حرٌ بمهندس النّظافة على ندى الطّريق
حرٌ بنشيد الحناجرِ في الباحة المدرسيّة
لا يكسرنا شيء..
شبحُ الانكسار يُرعبهم
مادامت أمّ الشّهيد تُقدّم الحلوى وتتلقّى التّبريكات..
ومادامت خنساواتُ فلسطينَ في عطاءٍ وازدياد..
ومادامت صورةُ اﻷسيرِ ترافقُ أعراسَ الحارات..
لن تكسرنا بُقعةُ الاحتلال على ثوبنَا اﻷبيض
فالإرادةُ النّاصعة تُظهر قُبحَ السّواد..
حتّى نسلُ اﻷسرى لم يَنقطع مِن اﻷولاد
مازالت هناك حياةٌ أبهى خلفَ هذه الحياة
في وطني نُطرّزُ العيش بأمل الجّمال المنسدلِ على فلسطين..
ﻷنّها فاتنةُ اﻷرض بثوبها المطرّزِ بالدّم..
بأنقى خيوطِ القلب القاني..
تَحبكُ المجدْ..
فبطولات الأمم تُولدُ
بنبضةِ شجاعة..
ودعوةِ أُمّ..
والتّمردِ على الغدِ الوَهميّ.