على ريش التمني

 


الشاعرة رويدة الضمور 


تلك الصبية

لو أني قابلتها قبل الخمسين ...

لركضت إليها وكلي حنين 

لجعلت شعرها سنابل حب 

ونحرها نهر غواية

وخصرها موجًا تعلوه الأغاني 

وجعلتها شمسي وكل مواسمي وقطافي. 


 عيناها تقول:

 أحتاج رجلاً يدندن على شفتي الأنغام ،

يطفئ الضوء لتكتمل الأحلام..

فتأوه قلبي وناداها: 

أيتها المترفة بالأماني،

ضمي خمسيني إلى العشرين 

لتخضر شراييني 

وأهجر معك ثلاثيني

 فأراهق معك

أغرق في سر عينيك...

 أرسم أمالي،

ليعود التاريخ 

زمنًا مفتونًا يكتبك 

أول غادة من ضوء الشمس

من رؤيا شاعر ينقشك نغمًا 

وأول أنثى معجونة بماء الخدر

خطوها يسكنه الموج

همسها يثير الوتر .


أنثى.....

حملتني على ريش التمني

حتى قالت ـــ ببراءة الأطفال: " يا جدي" 

لم تدرِ حجم معاناتي 

وتلك النيران تأخذني إليها دون إرادة 

أمسك يدها ...

أحتج بقطع الشارع، 

بل قطع الأفكار 

أضم أصابعها لأخفي فرق الأعمار، 

لتشعر أني مازلت جمرًا متقدًا 

وهي زيت النيران

وتعيد "يا جدي" 

فتفيض الأحزان 

تنفجر عتابًا دمويًا أعماقي ...

صوتها يتغنج في أذني 

كموسيقى الماء ...

كالكون يهمس لي وحدي 

أني رسول الحب 

وهي أمانة قلبي أحملها ضلعًا مني... 

بل كل ضلوعي 

أعوامي...

آهاتي ..عاطفتي 

دفئي ...بردي 

وسلامي ...

وعمري الذي تلاشت معها ملوحته


في قدها ألوان الغرام

وسر إلهي 

سحرها أعاد شبابي 

جاءتني أمنيةً اعتراضية  

ومبتدأ عمرٍ مؤخر 

ثم.......

تركتني مرتكبًا...

في زحمة وقت استعجلني 

أرجعني كشعاع منكسر 

استدعاه النبض


مرةً أخرى لتقتلني 

"يا جدي" 

انتهت الطريق..

كانت أخر مرة رأيت النور، الغيم والمطر 

والورد المبلل بالعطر...

قالتها وكأني أتجرع يتمي

وانطفأ البريق


لو عرفت أني أنقصت ستيني عشرة ...

غيرت تاريخ الميلاد 

تأهبت لمعركة 

تكون الرابحة فيها 

وجهزت هدايا الغزل والدلال...

ذهبًا... ألماسًا...

وقصائد عشق

 وملابس لموعدنا الأول، 

وعشاء الحب 

وتفاصيل عدتُ 

الآن أفتش عنك فيها ..

عن وجهك الكامن بجذور سنيني الأولى

تمتدين طيفًا مجنونًا 

يدغدغ هوسي

بآهات تتدلل على شفتي

تسفرين عن فوضى هوانا 

تسقيني الشهد

أشربه على مهل...على عجل 

أناول بعضه للفجر وأغدره..

فينسانا 

خبرًا مرفوعًا بلا كان 

لتكبرين في قلبي ...

على كتفي

وأعود بعمرك

بلا زمني .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology