الشاعرة نجلاء علي حسن
هنا على ضفة الفرات،
تُنبِتُ الأحزان التي
رضعناها من أم سومرية
نايات تغني،
وتفطم ذكرياتنا على:
أن الفراق هو القدر
أن البكاء هو الأمل
أن العويل هو الغناء
والترانيم الجنوبية
صلاةً وقرابينًا
وأنشودة يغنيها الغجر
عن حب تاه
في مواسم الضجر
أحبك بقلب سومري
وسحر بابلي
وعشق يطرق الأبواب الحزينة
في مدينتنا،
يستدعي عرافة أوروك
التي تنتحب
وتتلو بالهمس المبجل،
صلوات المحبة تعويذةً
تفتح كل الأضرحة
من يمنح قلبي الغفران
من يمنحه البركة فورًا
أو اللعنة فورًا
أو تذكرةً لنسيان
سباق الخيبات الممتدة
من المهد إلى اللحد
وتركته تائهًا في اللامكان.
يا أرض أوروك الحزينة،
أين العراقي الذي،
أضاع بوصلة العشق
وذاب مع الفرات؟
أيتها العرافات،
أوقفن ضجيج قلبي
الذي يبحث في وجوه المارة،
عن فتىً سومري يدمن الغرق..
أوقفن أوراق الأشجار
عن السقوط،
في عمق اصفرار الخريف..
أوقِدنَ قناديل المحبة،
كي لا نتوه
بدروب المدن الحزينة،
وعتمة القصص اللامنتهية
في حنايا الأهوار..
انزعن القصبات من ضفة النهر،
واصنعن نايات تعربد بصمتٍ
ينعي ضجيج الخفوت،
لعتمة صبحٍ ينقشع
عند نطق اسمه
المكتوب على كف يدي..
في قريتنا،
محى المطرُ
كل أسماء الشوارع والدروب،
ولم يمحُ الحزنَ بقلبي!
بركات السماء
تمنح للعصاة وتغفر ذنوبهم،
فلم لا تمنح لقلبٍ
"حتى بعد موتكَ"
غرق ذنبًا،
في عمق محبتك.