من هناك َ كبرْتُ



ريما فجر بعريني

  

ضجيجٌ يفتح شهيّتي 

للتّذكّرِ

ربّما أدركتُ أنّهُ المكانُ الأكثر صمتاً

مقارنةً بهستريةِ اليوم 


مذياعٌ مربّعُ الشّكل 

يستخدمهُ أبي كمخدّةٍ

تحتَ أُذنهِ اليُسرى 

والجهة الأُخرى  مطرةُ ماءٍ بلون السّماء 


يثّبتُ أصابعهُ على موجةٍ

تدقّ ساعةَ بيغ بانْ

هنا لندن 


أشردُ

أتمرجحُ بعقاربِ السّاعةِ العملاقةِ

مطلّةً إلى العالم 


يُبدّلُ الموجةَ أسمعُ أغاني مايكل جاكسون 

يعقدُ أبي حاجبيهِ متململاً


يُبدّل ُ الموجةَ 

يلعلعُ صوت سميرة توفيق 

يا اسمر يا حلو 

تُطرب أذناهُ  

يبتسمُ 


أشردُ أنا 

بشامتها على الخدّ  وعيناها الكبيرتان 

ألبسُ على رأسي حزام ليرات من فضّةٍ 

أتمايلُ بخصرٍ نحيل ٍ 

أرفع صوتي 

يا اسمر ما أجملك 


يبدّلُ الموجة ثانية ً وثالثةً ورابعةً وخامسة 

يلعلعُ صوتُ 

اذاعة مونت كارلو 

لتبثّ أخبار َ  عاصفة ِ الصّحراء 


أشردُ 

للّمرةِ الألف 

ينقلبُ الحلمُ من أميرة بدويّةٍ مكحلة العيون إلى 

صواريخ  سكود 

صواريخ باتريوت 

أصوات نشاز 

محللّون سياسيون  

يزمجرون

يكفي 

الدّاء الكبيرُ يحتاجُ إلى علاج ٍ كبير !


أقفزُ أكوام  من الحروب والمجازر 

من الواحد والتسعين حتى عمري  

السابعة والأربعين  


أمرأةٌ ناضجةٌ

تكتب قصيدة  حُرّةً

تنعم ُبنسيم عليلٍ وتحلّقُ كالنّورسِ

في الجبال والبحار 


لتبقى شاردةً

بحنينٍ  لا قبلهُ ولا بعدهُ


غصّةُ قلبِ  السّنين

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology