المذياعُ يبثّ أغنيةً عن الحب

 


عبير محمد /كاتبة وشاعرة  

للوحة للفنانه دانيا سحويل

---


المَدِينَةُ تُشْبِهُ شَجَرَةً دُخَان،

النَّاسُ يَمْشُونَ

كَأَنَّهُمْ يَعْتَذِرُونَ عَنِ البَقَاءِ.

الفَرَحُ قَابِلٌ لِلتَّأْجِيلِ،

عَدَا الجَنَازَات.


بَيْنَ الثَّكَنَاتِ السَّوْدَاءِ،

البَنَادِقُ تَحْرُسُ الزَّمَنَ،

وَتُطْلِقُ النَّارَ 

عَلَى السَّاعَاتِ القَدِيمَةِ،

كَأَنَّهُمْ يُحَاصِرُونَ الأَبَدِيَّةَ.


---


الحُبُّ،

تَحَوَّلَ إِلَى بِطَاقَةِ طَعَام،

وَالقُبْلَةُ  لعُلْبَةِ دَوَاء،

وَأَحْمَرُ الشِّفَاهِ إِلَى قُنْبُلَةٍ مُوَقَّتَة.


---


قَبْلَ المِيلَاد،

كَانَتْ لِي امْرَأَةٌ تُشْبِهُ قَارُورَةَ عِطْر،

لَكِنَّهَا اخْتَارَتْ

رَائِحَةَ النَّدَمِ

مِنْ سِنْدِيَانَةٍ هَرِمَةٍ

تَلِدُ كُلَّ لَيْلَة دِيكْتَاتُورًا صَغِيرًا

يَنْطِقُ بِلُغَةٍ عَمْيَاء.


---


فِي آخِرِ اللَّيْلِ،

يُبَثُّ مِذْيَاعُ "نِيرُون"

 أُغْنِيَةً عَنِ الحُب،

فَلَا تَكُفُّ الحَنَاجِرُ عَنِ الغِنَاءِ.


نَحْنُ...

لَا نَمْلِكُ وَطَنًا،

بَلْ أَرْشِيفًا مِنَ الخَرَائِطِ المُـمَزَّقَة،

وَلَا نَكْتُبُ الجَوَى،

بَلْ تَقَارِيرَ سِرِّيَّةً إِلَى الله،

نُبَلِّغُهُ أَنَّنَا لَا نَزَالُ نُحَاوِلُ أَنْ نَفْهَمَ:

كَيْفَ يُخْلَقُ الإِنْسَانُ، وَيُحِبُّ، وَيُبَاد،

دُونَ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدٌ:

لِمَاذَا؟


---



ا

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology