نبوءةُ حلم"

 



 الكاتبة لُجين محمود الملا 


رأيتُ نفسي في الحلم أصعدُ حافلة النقل الداخلي، ماضيةً نحو مكاني الآمن، في عتمة المساء، رغم أن الوقت ـ في الحقيقة ـ كان نهارًا.

تساءلتُ مستنكرةً: كيف يحلّ الظلام في وضح النهار؟

ثم تسرّبت إلى أنفي رائحة احتراقٍ خفيّة، تفوح من الحافلة.

نهضتُ على الفور، وهبطتُ مسرعةً مع صديقتي، مبتعدةً عن المكان في خلاءٍ تام.

قلتُ لها، وأنا أُمعن في وجوه المارّة:

"لِمَ لم يتّصل أحد بالإطفاء قبل أن تندلع النار؟

لماذا لم يهبطوا من الحافلة؟ ماذا ينتظرون؟"


عندها أدركتُ أنني أُبصر أكثر مما ينبغي.

أقرأ ما بين السطور، وألتقط ما لا يُقال، وأشمّ الروائح الخفيّة.

أسمع الصمتَ وهو يتشكّل قبل أن ينطق أحد،

وأشعر بالخسارة وهي تتقدّم، خفيةً، قبل أن يُعلَن عنها.


أغادر دائمًا قبل اشتعال الحريق،

لا خوفًا، بل حمايةً لنفسي.

فأنا ألحظ الشرارة حين تمرّ صامتة،

وألوذ بنفسي، بعيدًا... بعيدًا جدًّا،

لئلّا تُحرقني النار.


21/ 6/ 2025

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology