سعيد إبراهيم زعلوك
كأنكَ لم تكنْ شخصًا... بل الوطنُ
كأنكَ الوقتُ في عيني، إذا سَكَنُوا، سَكَنْ
غادرتَ... لكنَّ الدروبَ التي مَشَيتَ بها
ما زالت تحفظُ وقعَكَ في الشَّجنْ
أنا لا أحنُّ إليك... بل أحنُّ بي
كما كُنتُ حين ينامُ صوتُك في الأذَنْْ
تُراني نجوتُ منك؟ أم كنتَ النّجاةَ، فحينَ
مضيتَ، تكسّرت الأيامُ في زَمَنْ؟
كأنكَ الماءُ... ما إن جَفَّ نبعُكَ عن يدي
حتى تفتّتَ داخلي نبضٌ ولم يُعلَنْ
لا أحدٌ يُخبرُ الغيابَ أن يُؤجّل
ولا الزمانُ يعيدُ مَن لا يُستَعادُ ولا يُدَنْ
لكنني أراكَ في الأشياءِ كلّها
في كوبِ شايٍ، في النوافذِ، في الدُّمى، في الوَهنْ
وتُبكيني الأغاني القديمةُ دون أن
أعرف لِمَ الدمعُ يسبقُني... ويَسكنُ في العَينْ
هل أنتَ راضٍ الآن عن وحدتي؟
أم أنَّ صمتَكَ أيضًا... يشتاقُ لو يُؤتمن؟
إن عدتَ، لا تَعتذرْ عن الوقتِ الذي فَاتَ
فالحنينُ لا يُحاسبُ مَن سَكَنْ
عدْ كالغريبِ الذي نَسِيَ اسمهُ في الدُّجى
وعادَ يبحثُ عن ضلوعٍ لا تَخونُ ولا تُهَنْ
