بقلم الكاتبة فرح تركي
" "قصة قصيرة"
لي وأولادي ثلاث أيام دون مؤونة، وزوجي مختبئ تحت الغطاء ويمثل النوم، وكلما ذهبت لأتوسل إليه ليذهب الى عمله أو يجلب لنا ما نأكله يرفض ويحذرني من فتح باب البيت لأي طارق، في مرة عملت حساء العدس وأخرى فطائر وهذاك وأنا أرى أن اولادي لا يحبون هذه الأكلات الناشفة، مثلما عودهم على الدلال والتنوع.
بدأ الأمر قبل شهور ثلاث، عندما أصبحت ضحكته لا تفارق وجنتيه، وأمسى يتسلل الى غرفة المعيشة بعد نومي ليتكلم في الهاتف المحمول لساعات، وقبيل الفجر ينام ساعتان ليخرج الى عمله وهو سائق أجرة، ناعساً، متعباً، كسولاً، ولكنه يعود ظهراً مع المال وانواع كثيرة من الأطعمة، وينام الى المساء.
شعرت بأن في الامر، عطر أمراة، تبينت حالي وجمالي من خلال وقوفي المتكرر أمام المرايا، فانا، في فورة الصبا ومن الحسناوات، لم أتم الأثنى والعشرون للان.
في ليلة معينة، قررت أن أختبئ في مكان قريب منه، وأسترق السمع، سمعته حينها، هو يحب فتاة ثانية وقد اتفاقا على الزواج، اقنعته بأنها ستعيش معه بأي ظرف، هنا سألت نفسي، أي ظرف؟؟ هو لا يملك دار، ونحن نعيش في دار مستأجرة، وليس لديه الا سيارته القديمة.
أنه أنذار خطر، تلك الخيانة الممهدة لزواج ثاني هو أغتيال مقصود لسعادتي وقناعتي بهذه الحياة البسيطة، لماذا ذاب الحب من ناحيته إلي، أنهار في داخلي أبراج من الثقة، تبعثرت سلالم الؤئام نحوه ونويت الأنتقام، منه ازلا ثم منها.
لا يحتاج أن أذكر لكم عن عجزي عن النوم تلك الساعات، مثلت أنني نائمة، تعلمت التمثيل من منهجه هو، من تسحبه الخفيف دون أن يوقطني ليلاقي الحبيبة، باتصال سري، كيف قبلت تلك الوضيعة أن تسرق رجلا من زوجته وأن تهدم عش سعادتنا، أحسست بدفء قربه ليستلم للنوم بعد دقائق، نهضت نحو هاتفه، تمكنت من فتح رمز القفل، اخذت كل ما احتاح من معلومات ونقلتها الى هاتفي وحذفت المحادثة التي تخصني معه..
في احدى رسائلها تخبره بأبن عمها خاطب لها، وتخشى ان يرفضون أهلها زواجهم لانه متزوج، رأيت صورتها، أشتغلت بي مرارة الغيرة، خدشت كبريائي..
كانت تحدثه عن أبن عمها الذي يحبها ولا تحبه وان سيكون عثرة في طريق حبهما، وتؤكد بأنه لو عرف سيحاول أذيته وهي تخاف على زوجي كثيراً..
حاولت ان أغفو ذلك اليوم لكنني عجزت كانت نار الغيرة تلتهمني دون هوادة، وأنظر إليه وهو نائم وأبتسامة سحرية تزين وجهه وهو يحلم بمستقبله معها.
في الصباح تهيأ للخروج للعمل وهو بمزاج رائق، ليعود بعد دقائق وبيده رسالة ورصاصة وملامح وجه لا تُفسر ، وهو للان خائف من ابن عمها.. الذي كتب التهديد، وقد يكون خطر ولا يعرف أنني أنا من كتبت الرسالة.
