| مجيدة محمدي
يستيقظُ الظلُّ قبلي،
يمتدُّ على الجدارِ
كما لو كانَ يبحثُ عن وجه جديدٍ.
يلمسُني ببرودةِ مَنْ تَعلَّمَ الفقدَ باكرًا،
ثمّ يسألُني ،
هل أنتَ أنا؟
أم أنا الحقيقةُ التي سقطتْ منك؟
يمشي في الأزقّةِ،
يحملُ اسمي،
متجاهلا الجميع ،
يرتدي ملامحي كعباءةٍ ضاقتْ عليه،
ويتركني أُعيدُ تعريفَ نفسي كلَّ صباح.
في المرايا،
يُمارسُ سلطتَهُ عليَّ.
كلّما ابتسمتُ،
ابتسمَ أولًا.
كلّما حزنتُ،
سبقَني بالبكاء.
كأنّ الحزنَ ليسَ لي،
بل هو دَينهُ الذي يُسدَّدُه من وجهي.
أراهُ يتأمّلني ،
أُسقِطُ بقايا وجعي،
وهو يجمعُها كغنائمِ نصرٍ.
يتسلّلُ إلى نواياي،
ويحرّفُها بخفّةِ نُسّاكٍ مُتمرّدين.
يكتبُ في الهواءِ وصيّتي ،
"الكائنُ مملوكٌ لانعكاسه،
والضوءُ حارسُ سرّه."
حينَ أُطفئُ المصباحَ،
لا يختفي.
يبقى هناك،
ينتظرُني في الغيابِ،
يُرتّبُ كوابيسي،
ويجرّبُ جسدي كما يجربُ الخزاف طينه.
وفي الفجرِ،
حينَ أعودُ إلى نفسي،
يكونُ هو أكثرَ يقينًا بوجودِه.
أمدُّ له يدي،
فيُبعدُها برفقٍ،
ويقولُ ،
"اخلعْ عنكَ هذا الجسدَ —
فقد صارَ لي."
