محكمةُ المحبةِ

 



بقلم: نجلاء علي حسن

صراعٌ بين عقلي وبين قلبي،

بمحكمةِ المحبةِ نستجيرُ..

العقلُ دومًا يشتكي قلبي المتيَّمَ،

وقلبيَ الولهانُ بهِ حبٌ مريرٌ..


فقال العقلُ يا لكَ من غريقٍ،

يا تائهًا بمفترقِ الطريقِ،

توقف عن الهفواتِ حتى

تطيبَ نفسكَ من هذا الحريقِ..

أما فهمتَ أن الحبَ هَمٌّ؟

وأني ناصحٌ لكَ يا صديقي!


يردُ القلبُ بالنبضاتِ دقًّا:

يا عقلُ صبركَ، هل تُريدُ حقًا،

أن لا أعيش مع الأحباب شوقًا،

فيُصبحَ القلبُ كالعقلِ صدقًا،

ويسحقُ رائعَ الأحلامِ سَحقًا؟


فقالَ العقلُ: تبًا، ما سئمتَ؟

ومن كل التجاربِ والمآسي،

ألستَ ممزَّقَ الأوصالِ أنتَ؟

أَمِن طعنِ الخيانةِ ما اكتفيتَ؟

أَمِن غدرِ الأحبةِ قد شُفيتَ؟


تنهد القلب وقال صبرا:

يا عقل ربك سوف يريني جبرا.

فإن لم أعِشْ حبًا سعيدًا،

ومت من حبي "وأكن شهيدًا"

سأحفر مسرعًا للحب قبرا.


فقال العقل ياهذا الضريرُ:

ترى النيرانَ حولكَ تستطيرُ،

تلهو وأنتَ ذا الطفلُ الصغيرُ،

كفراشةٍ سكرَى لها تطيرُ،

تَظُنُّ أنَّ تلكَ النارَ نورُ،

وحينما تُحرَق بغدرٍ أو فراقٍ،

تأتي باكيًا.. بي تستجيرُ؟


صمتًا: 

صاحَ بنا القاضي المبجلُ

وقالَ: الجلسة يمكن أن تؤجلُ،

حتى يستطيعَ القلبُ يومًا،

أن يبدّلَ طبعَهُ لأقل ألمًا،

ولا يقع بالحبِ دومًا كالأسيرِ..


فقالَ القلبُ: طبعي صنعُ ربي،

ويرضيني أنا قدري ومصيري.


 الفراشة الزرقاء

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology