بفضل الذكاء الاصطناعي أصبح الصحفيون أكثر أهمية من أي وقت مضى



أكد الصحفي الأميركي إريك بارنز أن الذكاء الاصطناعي لم يحدّ من قيمة الصحافة وأهمية الصحفيين، بل زادها بالنظر إلى أخطاء ومشكلات الدقة عند أنظمة الذكاء الاصطناعي، مشددا على أن جوهر الصحافة ثابت مهما تطورت التكنولوجيا، وأن الصحفيين صمام أمان لإعادة المصداقية والثقة.

وفي مقاله ضمن سلسلة خصصها موقع "نيمان لاب" لاستكشاف مستقبل الصحافة في 2026، ينقل بارنز الذي يرأس صحيفة "ذا ديلي ممفيان" تجربته قائلا: "مع دخول الصحيفة عامها الثامن منذ إطلاقها، ما زلنا نلاحظ أن أكثر القصص تفاعلا وتأثيرا وقراءة هي تلك التي تحمل أكبر صلة وتأثير بحياة الناس".



خلاصتان لافتتان

وبشأن استنتاجه، يشير بارنز إلى مسألتين لافتتين:-

1- إن القصص الأكثر تأثيرا وقراءة هي من النوع ذاته الذي استحوذ على اهتمام الناس قبل سنوات طويلة (عندما بدأ الكاتب العمل في الصحافة المحلية).

ويضيف الكاتب "التكنولوجيا، سواء كان صعود الإنترنت، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو الهواتف الذكية، أو الذكاء الاصطناعي، لم تُلغِ هذه الحقيقة".

2- من الواضح أن الحقائق، والبحث، والكتابة الجيدة، والمعرفة العميقة والمباشرة بما يريد سكان المجتمع معرفته وقراءته ما زالت ذات أهمية هائلة.

ويشدد بارنز على أن كل ذلك لا يزال يتطلب صحفيين ممتازين، من مراسلين ومحررين ومصورين ومنتجين رقميين، ومستقلين، ومساهمين.


أثر التطور التكنولوجي على الصحافة تاريخيا

ويقرّ الكاتب بتأثير التطور التكنولوجي، إذ غيّرت التقنيات الجديدة جذريا طريقة إنتاج الأخبار وتوزيعها، ويستدرك "لكن هذا ليس أمرا جديدا كما يعتقد البعض".

وأكد أن "كوارك إكس برس"، فوتوشوب، نتسكيب، غوغل، فيسبوك، آيفون، تيك توك، وغيرها الكثير، أحدثت تغييرات جذرية في صناعة الصحافة قبل ظهور الذكاء الاصطناعي.

لكن في النهاية -يتابع الكاتب- لم تُلغِ أي من هذه التقنيات حقيقة أن المؤسسات الإخبارية بحاجة إلى صحفيين موهوبين ومجتهدين، مضيفا "بل أنا مقتنع بأن أهمية الصحفيين الحقيقيين -الذين يستخدمون التكنولوجيا بطبيعة الحال- ازدادت في ظل هذا الكم الهائل من المعلومات الركيكة، والمنحرفة عن الموضوع، وأحيانا غير الدقيقة".

وخلص بارنز بعد ذكر أمثلة حديثة على هلوسة الذكاء الاصطناعي ووقوعه بأخطاء جسيمة في الأخبار، إلى ما وصفها بـ"أنصاف الحقائق"، التي كتبها أشخاص غاضبون على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الـ20 عاما الماضية، لم تُلغ الحاجة إلى صحيفته عند إطلاقها في 2018.

وزاد "بل أثبت تاريخنا أن الحاجة إلى صحافة عالية الجودة، قائمة على الحقائق، لا تزال قوية".

وأكد أن بعض أكبر مصادر الزيارات والاشتراكات المدفوعة بالنسبة للصحيفة التي يرأسها، والتي تشكل 50% من الإيرادات السنوية البالغة قرابة 6 ملايين دولار، تأتي من وسائل التواصل الاجتماعي ومحركات البحث.

وتساءل "هل يعني ذلك أن سكان ممفيس (المنطقة التي تستهدفها الصحيفة) راضون عن تلك المصادر؟ أم يعني أنهم لا يجدون ما يريدونه ويحتاجونه إلا عندما يأتون إلى صحيفة ذا ديلي ممفيان؟".

وأكد في نهاية مقاله "أنا واثق أن الإجابة هي الثانية"، معللا أن أساسيات الصحافة لم تتغير بقدر ما يظن البعض، بل إن فوضى العبارات شبه الصحيحة التي تنتجها نماذج الذكاء الاصطناعي -رغم كونها إنجازا تقنيا مذهلا- تزيد من أهمية الصحافة الجيدة التي يكتبها الصحفيون البشر كما فعلوا منذ عقود، وفق الكاتب.


المصدر: نيمان لاب (Nieman Lab)


إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology