كنتُ أنا انتظاري

 



مصطفى عبدالملك الصميدي| اليمن

ها هي من فناء الدار تنبثق

القصيدةُ التي كنتُ أبحثُ عنها

في المساءات،

مرتجفة من بردِ كانون،

تبحث عن دفءٍ

يُقِيها النَّشاز.


تتلمَّس دربها

عبر أستار الضباب،

كأنها تصيغ من طبقاتهِ

أوراقيَ الأولى.


تُناغي الحفيف

لأوراقِ خَمْطٍ وأَثْلٍ،

وشيءٍ من سليلِ ريحٍ

تهبُّ لِحملِها إلى حوافِ شُرفتي.


هنا على وجه الزجاج...

أمُدُّ يدي لأكتبَ بالنَّدى أبياتها،

وأعرف أن الندى لا يخون معنى

حين يخطّهُ القلب قبل البنانِ

بحرف شفيف:


تأخَّرتِ كثيراً

وكنتُ أنا انتظاري،

غيابكِ تمدَّدَ في الحياة،

فصار وطناً مؤقتاً لقبرٍ مثلي.


كيف إذاً أُفرِغ البردَ في الكلمات،

أُعَلِّمُ النَّشاز كيف يصير لحناً

تنزف صداهُ الحشرجات؟


سأخبرك أنني

هادنتُ الصمت لدفءٍ مؤجلٍ

حين كان العصفُ لغةً سائدة،

وها أنا الآن

أُسَخِّرُ الكلمات،

أقفُ عند آخر سطرٍ،

لأجد الدهشة أنكِ سبَقتني،

وكتبتِني بطريقتكِ

في الغياب. 



إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology