بين أصابع الضوء

 



 شعر الكاتبة الروائية ھدى حجاجي أحمد

بين أصابع الضوء أتمدد،

أشعر بالزمن ينساب كما ينساب الماء،

لا أرى شيئًا سوى شقوق الغرفة،

وحفيف الأشجار التي تتسلل من النافذة،

لكن كل شيء يتحدث إليّ بصمت.


الضوء يهمس،

يحكي عن أشياء لم تُحكى بعد،

عن خطوات طفل لم يعد موجودًا،

عن ضحكة صديقة رحلت،

عن رائحة الخبز في صباح بعيد…


ألمس شعاعًا، فيلتف حول يدي،

يترك أثره على روحي قبل أن يلمس جلدي،

أغمض عيني، أتنفس،

أسمع همس الغرفة،

أستمع إلى أصوات المدينة من بعيد،

وأشعر أن كل شيء متشابك مع كل شيء.


بين أصابع الضوء أجد نفسي،

أجد صمتي، أجد أحلامي،

أجد العالم كله في لحظة واحدة،

لحظة صافية، نقية، بلا ضجيج،

حيث كل شعاع وكل ظل يحمل سرًّا،

وحيث كل تفاصيل صغيرة تصبح عالمًا بأكمله.


وعندما يختفي الضوء،

أحتفظ به في داخلي،

كما يحتفظ القلب بالذكريات،

كما يحتفظ الليل بالأحلام،

وأكتب أول سطر في دفتر قديم،

ليظل الضوء حيًا،

بين أصابعي،

بين أسطر حياتي،

بين صمتي وأملي


إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology