بقلم نسرين العبادي
بعد اسبوع من وفاتها ظهرت من جديد في غرفة طبيب التشريح
وقد بدت بشكلٍ مرعب حيث كانت جالسة في زاوية الغرفة ترتجف وتشير بيدها والطبيب ينظر إليها مذهولا.
وفي لمح البصر اختفت من أمامه ولكن صورتها ما زالت عالقة في مخيلته.
فكر في الأمر ثم قال: هناك لغز أنا على يقينٍ تام بأن هناك امر تريد أن تخبرني به.
ثم انتفض من مكانه وغادر المكتب متجهاً إلى منزل تلك الطفلة بعد أن اخذ العنوان من البيانات الخاصة بها.
وصل إلى الحي الذي تقيم فيه، سأل أحد أصحاب المتاجر فأخبره بعنوان البيت.
وصل أخيراً أمام باب بيتها ويا لهول المنظر الذي ينتظره.
فقد شاهد الفتاة تجلس في زاوية السلم وتشير بيدها إلى نفس الزاوية التي كانت تشير لها في المكتب وهي تبكي وترتجف....
لم يخف كثيراً فقد اعتاد المنظر .
طرق الباب فتحت له انثى في العقد الرابع من عمرها
نعم من حضرتك؟
أجاب: أنا الدكتور محمد، طبيب التشريح.
وبماذا اخدمك؟ ألم تنتهي القضية وتم دفن سلمى دون أن نعرف من الجاني.
فقاعطعها أنا هنا لذلك الأمر.
لم تمهله لينهي كلامه وقالت أعتقد بأن هذا ليس عملك!!
ف صدر صوت من الداخل…..
_ من هذا يا نجلاء؟
_ يقول انه طبيب التشريح
_ دعيه يدخل
_ تفضل حضرتك بالدخول.
دخل واخذ ينظر في زوايا البيت بعد أن سلم على أبو سلمى وجلس
_ تفضل بماذا يمكنني مساعدتك؟ قال الرجل والذي يبدو في بداية عقده الخامس.
نظر الطبيب إلى الزاوية التي كانت تشير لها سلمى فلمح خيالها هناك واقفه متسمره ترتجف خوفاً.
_ يا دكتور قال الرجل
_ اااه نعم نعم يا أبو سلمى هل لي ببعض الاسئلة؟
_ تفضل….
_ هل سلمى وحيدة أم لها أخوة؟
_ هي ابنتي الوحيدة من زوجتي التي توفيت وهناك اخت صغيرة قادمة في الطريق إن شاء الله
_ اذن هذه ليست أم سلمى؟
فردت المرأة منفعلة...
_ كيف لا أكون أمها وأنا من ربتها بعد أن توفيت أمها وعمرها تسعة أشهر
_ تمام تمام أعتذر ولكن أحببت أن أعرف تفاصيل حياتها فقط.
_ يا دكتور هل تبحث عن شيء معين؟ قال أبو سلمى
_ لا لا ولكن…. لا شيء لا شيء، اعتذر سأغادر ولكني أود تكرار الزيارة.
_ لا عليك دكتور أهلاً وسهلاً بك في اي وقت…
غادر المكان وعيناه لا تنسى ذلك المظهر الذي رآه هناك
حيث وقف أمامه خيالها ليشير له إلى ذلك البرواز القديم
المعلق على الحائط….. في مسرح الجريمة.
إرسال تعليق