المفرق – عمر أبو الهيجاء
استضاف بيت الشعر بالمفرق، مساء أمس كل من الشاعرين: محمد عياف العموش وحسام الشديفات، وأدار مفرداتها الشاعر الدكتور ماجد العبلي بحضور مدير البيت السيد فيصل السرحان وحشد من المثقفين والمهتمين ورواد البيت.
دو العبلي الذي أثنى ثناء حسنا على سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لمبادراته الثقافية النوعية المتعددة على امتداد الوطن العربي الكبير ولا سيما مبادرته بإنشاء بيوت الشعر العربي في العديد من المدن العربية.
القراءة الأولى استهلها الشاعر العموش الذي له صوته الخاص والذي يميزه عن الشعراء، حيث تغنى بالمديح النبوي، و أثنى على سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي راعي مبادرة إنشاء بيوت الشعر الفصيح في الوطن العربي، كما أبحر بالحنين إلى الأهل، وعاتب الدنيا بعزة نفس وإباء الفرسان، كما مدح الأصدقاء، وتغزل، وختم بالتغني بالأم.. والشاعر محمد العيّاف العموش، حاصل على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية، و الماجستير في الدراسات والثقافة الإسلامية والقانونية من ماليزيا، وفاز بعدد من الجوائز الأدبية، صدر له: "الصّافنات الجياع، و "أحـْـزَنُ القَصَص" و"فكيف يطير الكلام".
و مما قرأ نختار من قصيدة "مديح نبوي" حيث يقول:
"في لـُـجـَّـةِ الشـّـوقِ ، أقـصی لـَـذّتي غـَـرَقُ
لقد تــَـنـَـفـّـستُ حتى قـِـيلَ : يـَـختـَـنـقُ
بي رِعـْــدةٌ منْ حـَــياءٍ حينَ قــَـدّمني
جـَـمـْـري إلى حـَـضرةِ المعنی ، وأحتـَـرقُ
عــلايَ أدنـی مـِـنَ الأرضِ التي حـَـمـَـلتْ
نعــليك طــُـهراً ، فمـا أدنــايَ والأفـُــقُ !
أمّي - بـِـشــيبَـتِـها - ، صـَـلّتْ عليكَ ضـُـحیً
حَتّی تــمـَـدّدَ في أحــداقِـها الشـَّـفَقُ
قَلبي تـَـنَــقّــلَ في أحـجارِ سـُــبحتِها
ولمْ نَزلْ - لاندهــاشٍ فيك - نـَـعـتَـنِقُ
قــَـابَ تـَـســليمتـيـْـنِ انثــالَ اســئلةً
دَمـْــعُ التـَّــباريحِ في آثـارِ مَنْ عـَـشـِـقوا
يا حـَـابـسَ الفــيلِ تـعظــيماً لكعــبتهِ
حـُـبِـســتُ بالشـَّـوقِ للمـَـحبـوبِ ، وانطـلـَـقوا".
أما القراءة الثانية كانت للشاعر حسام الشديفات وهو حاصل بكالوريوس التصوير الطبي والإشعاعي / العلوم الطبية التطبيقية، صدر له: ديوان "خدعة سيزيف"، و ديوان "فتىً يلوّحُ للأسئلة" - منشورات دائرة الثقافة / حكومة الشارقة، فاز بعدد من الجوائز. وله مشاركات شعرية محليا وعربيا. الشاعر حسام شديفات الذي بدأ قراءته بالمناجاة الإلهية، ثم انتقل لمناجاة الطبيعة ومخر عباب فلسفة الحياة والوجود، وتغنى بجدته كرمز للأصالة والعراقة، ثم ختم بالمديح النبوي.
ونختار له من قصيدة له بعنوان :"قاصد النّور" يقول فيها:
"مِنْ حَيثُ لا دَربَ حَسبِي أنّني أصِلُ
وحيثُ لا ضوءَ إلا أنّني شُعَلُ
أَمُرُّ بالنَّومِ مَرَّ المُتعَبينَ وَبي
شَوقٌ إلى سِدرَةِ الرؤيا وَبي أَمَلُ
كَأنّنِي الآنَ مَوعُودٌ برؤيتِهِ
تَنامُ عَينيَ عَلَّ الوَقْتَ يُختَزَلُ
بِلا بُراقٍ ولَكنّي عَلى عَجَلٍ
لَعَلَّ يُسعِفُني في وَصلِهِ العَجَلُ
أَطِيرُ بالرُّوحِ فالأجسادُ مُربِكَةٌ
دَليليَ الحُبُّ أنّى شَاءَ أنتَقِلُ
أُقَبِّلُ الرَّملَ والصَّحرَاءُ رَاحِلَةٌ
لَعلّ آخرَ عَهْدِي هَذهِ القُبَلُ
أَراهُ، أَملأُ رُكنَ المُلتقَى صَخَباً
فلِلقُلُوبِ ضَجيجٌ حِينَ تَحتَفِلُ".
إرسال تعليق