الأديبة قمر عبدالرحمن
يطفو الأطفال كظلالٍ في ذاكرة أمّهاتهم!
كم من كنعانيّةٍ ودّعت أقمارها،
لعبور القيا مة المتجدّدة؟!
كم مرّةً سيمـ ـوت الحمام في بلادي؟
وكم مرّةً سنعيد زراعة النّعناع،
لنرى لونه الحقيقيّ بلا رمـ ـادٍ ولا د م؟
ألف وجهٍ على هذه الأرض..
وجهٌ فوق البحر، ووجهٌ تحت البحر
وجهٌ فوق الأرض، ووجهٌ تحت الأرض
وجهٌ خلف الكاميرا، ووجهٌ أمام الكاميرا
وجهٌ بين الرّكـ ـام، ووجهٌ خارج الرّكـ ـام
ما قيمة الوجه، إن لم يكن واحدًا حقيقيًّا؟!
لا لشيء.. بل لأجل نـ ـار الأمّهات
ولأجل بخار الأطفال المتصاعد!
من المقلق حقًّا..
أن يقتنع أخٌ بعيدٌ خلف الشّاشات،
أنّ قداسة هذه الأرض تعلو حين نمـ ـوت جميعًا!
وما يثير الاستغراب.. أنّه يتمنّى المـ ـوت معنا!
هل خلقت هذه البلاد للمـ ـوت فقط؟
لقد أصبح المـ ـوت سخريةً!
والكلّ بعيدٌ عن كلامه..
والأرض بعيدةٌ أيضًا عنّا!
والسّماء في دنوٍ مستمر!