*بقلم: سامية كيحل – سفيرة التحدي
أنا التي باللهِ يقيني ..
أنا التي غفرتْ خطايا الزمان ..
انحدرتْ لؤلؤةٌ من عيني
ممزوجةً بقطرةِ زيتٍ تتوهّجْ ..
أنا من سجدتْ للدمعةِ لا ضعفًا ..
بل لأني في السجودِ أتحرّجْ
من ركامِ الحنينِ صنعتُ مركبًا ..
وفي لجّةِ الوجعِ اخترتُ
أن أبحرَ لا أن أخرجْ ..
لم أكُن ظلًّا ولا شبحًا ..
أنا الكيانُ الذي حين انكسرَ، تألّقْ ..
أنا الوضوحُ إذا ارتبكوا ..
والصمتُ إذا الغوغاءُ هاجتْ وتفرّقْ ..
أنا التي إن ضاقَ الصدرُ، وسّعهُ حرفي ..
أنا التي لا تُقاسُ بالألمِ بل بالتحرّقْ
في عينيّ برقٌ لا ينطفئُ ..
وفي راحتيّ خريطةُ جرحٍ تعلّقْ ..
أنا التي لم تُولد من رحمٍ عادي ..
بل من دهشةِ الحياةِ
حين تُبدعُ في الوجعْ ..
أنا ابنةُ الشوكِ، لكنني
أُزهِرُ حين ينامُ العالَمُ في الدمعْ ..
أنا التي لا تُهادنُ الخوفَ ..
ولا تساومُ الصمتَ في زمنِ الفزعْ ..
كلماتي سهامُ حقٍّ، ..
وصمتي جدارُ نَفَسٍ لا يُخدعْ ..
أنا الشاهدةُ على انكساراتِ الغير ..
والضامنةُ أنّ القلبَ إذا وعى… ارتفعْ ..
سأكتبُني كما أنا:
كأنثى من نورٍ، لا تُطفئها الشُرعْ ..
أنا لا يكسرني خيانةُ خائنٍ ..
ولا تُربكني مجاملةُ الباهتين ..
أنا الصلبةُ في وجهِ الرياحِ ..
والليّنةُ في حضرةِ الصادقين ..
أنا نارُ النقاءِ إن احترقوا ...
وماءُ الحياةِ إن عطشوا التائهين ..
أنا التي تعبرُ الجحيمَ مبتسمةً ..
وتنسجُ من رمادها للسلامِ جناحين ...
فلا تحسبوا انكساري انحناءً ..
ولا صمتي رضوخًا أو افتتانْ ..
أنا التي تنهضُ كلّما ماتتْ ..
وتُبعثُ من وجعِها ألفَ آنْ ..
أنا الملكةُ وإن خذلوني
أمشطُ جراحي كأنها التيجانْ ..
سلامي قاطعٌ كالسيوفِ ..
وعفوي لا يُمنَحُ للناكرِ الجَبانْ ..
سأمضي… لا ألتفتُ للوراءِ
لأنّ من عرف ذاته… ملكَ الزمانْ .