هيهاتَ أن أنساكِ




 المهندسة شهد القاضي 

قد يمرّ العمر، تتبدّل الملامح، تبهت الأحاديث، لكنّكِ باقية كوشمٍ في القلب، كأنكِ نبضٌ لا يُمهلني،

كأنكِ صلاةٌ لا تكتمل إلا بكِ.


كل مساءٍ يحمل طيفكِ، وكلّ فجرٍ يُولد على وقع اسمكِ… ظننتُ أنني سأقوى على الغياب، أن الأيام ستعلّمني فنّ النسيان، لكنّكِ كنتِ الاستثناء في كل دروسي، وكلّ حنيني كان يعود إليكِ، دون استئذان.


حين أكتب عنكِ، يظنّ من يقرأني أنني أحنّ لامرأةٍ عشقتها، أنني أبكي حبًا مضى، أو أفتقد يدًا كانت تؤنس وحدتي.


لكنّني… أكتب عنكِ أنتِ، عن امرأةٍ لا تشبه النساء، عن مدينةٍ ترتدي ثوب الحداد وتغني، عن أنثى اسمها غزة…


يا من تملكين عناد الجدائل، وصبر الأمهات، وجبروت الأرض حين تثور،

وحنان البحر حين يسكن.


أنتِ لستِ مجرد اسمٍ على خارطة، أنتِ جرحُ العالم وضميره، أنتِ وجعي الجميل، وحلمي الذي لا ينطفئ.


هيهاتَ أن أنساكِ يا غزة، فأنتِ الحبيبة التي لم ألقاها يومًا، لكنها سكنتني… للأبد.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology