أسطورة "شاه ميران"

 



الروائية د.حكيمة جعدوني نينارايسكيلا 


سبع مقتطفات من قصة الأميرة "شاه ميران" 

أرني قلبك لأسكنه ..  

 


،؛، فللحبِّ الأولِ؛  

قوةٍ لا يوازيها أيُّ حبٍّ بعده ،؛،  


المقتطف الأول  


في زمنٍ قديمٍ وفي مملكةٍ بعيدةٍ،  

كانت تحكمها ملكةٌ جميلةٌ جداً وذكيَّةٌ،  

أحبَّت شاباً وسيماً؛ من سلالةِ الأفاعي،  

عشقته وأعطته قلبَها، كما لم يُعطَ قلبٌ من قبلُ،  

ووهبته حبَّها على الرَّغم من اِختلافهما؛  


فهي كانت ملكة من ملوك الجانِّ،  

لكنَّ اِختلافهما تلاشى وذابَ باِتحادِ قلبيهما،  

حتى لم تعدْ ترى في الكونِ أحداً غيرهُ؛  

صارَ منها نفسَها وسرَّ وجودها،  

وسببَ تمسُّكها بالحياةِ،  


وبعد مدةٍ من تلاقيهما،  

كانت ثمرةُ هذا العشقِ الخالدِ 

طفلةً فائقةَ الجمالِ، أسمتَها "شاه ميران"،  

وحين كبرت "الأميرة ميران" كانت تُبهرُ كلَّ مَن يراها بجمالها،  


فكما جمعتْ قلبي والديها المُحبَّين؛  

أخذت منهما جمال شكليهما،  

أخذت من أمِّها الجِنيَّةِ جمالَ وجهها،  

وقدرتها الفائقة على التحكّمِ بالأشياء وقوَّتها، وأخذت من والدِها الثعبان قوَّته؛  


فقد كان محارباً لا يُشقُّ له غبارٌ،  

وفارساً حكيماً؛  

فجمع كلَّ صفاتِ النبلِ والشجاعةِ والحكمة،  

فكان جزؤها السُّفلي مثله، يشبه الأفعى.                         


المقتطف الثاني:


ببراءةِ ذلك العقلِ الطفولي بدأت "شاه ميران" باِكتشافِ ما حولها، 

والتجوِّل في المكان بعد أن ساعدتها أشعة الشمس، وبعض الثمار التي كانت تلتقطها حين تتساقطُ على الأرض، 

على اِستردادِ عافيتها وصحتها، فعاد إليها شبابها وحيويتها، 

وعادَ اللونُ إلى خدَّيها، 

فبدأت بالتنقلِ في المكان؛ 

كعصفورٍ حبيسٍ تحرَّر من قفصٍ، 

تفتحُ جناحيها للمدى، وتطلقُ قلبها نحو الحريةِ والأمل، 

ظناً منها أنَّ هذا الكون كلُّه سيكونُ، كحضنِ أُمَّها وسيحميها ويحتويها كما كانت تفعل.                                      


المقتطف الثالث:


مرَّ زمنٌ ليس بالقليل حتى اِمتلكت "شاه ميران" الشجاعةَ، لتتقدَّم نحو الشابِ، 

كان فاقداً للوعي تماماً، 

أخذت تلكزه بيدها، 

ولكنه كان كجثة بلا حراك، 

تملَّكتها الحيرةُ، وسكنها الخوفُ فيما ستفعل، 

وبعد وقتٍ طويلٍ من التفكير، 

قررت أن تصحبه معها إلى الكهفِ، 

فقامت بسحبهِ حتى أدخلته إلى الكهفِ،


جلست فوق رأسه، ثمَّ أخذت تُمرِّرُ أصابعها على وجههِ، صدرهِ، يديه 

وكأنَّها تعيد اِستكشافه، واِستطلاع ما يجهله عقلُها بيديها الصغيرتين.


المقتطف الرابع:


مرَّ زمنٌ ليس بالقليل، 

حتى اِمتلكت "شاه ميران" الشجاعةَ لتتقدَّم نحو الشابِ، 

كان فاقداً للوعي تماماً، 

أخذت تلكزه بيدها، 

ولكنه كان كجثة بلا حراك، 

تملَّكتها الحيرةُ، وسكنها الخوفُ فيما ستفعل وبعد وقتٍ طويلٍ من التفكير،


 قررت أن تصحبه معها إلى الكهفِ، 

فقامت بسحبهِ حتى أدخلته إلى الكهفِ، جلست فوق رأسه، 

ثمَّ أخذت تُمرِّرُ أصابعها على وجههِ، صدرهِ، يديه وكأنَّها تعيد اِستكشافه، واِستطلاع ما يجهله عقلُها بيديها الصغيرتين.


المقتطف الخامس:


لم يكن يخطر ببالها أنَّ هذا الاهتمامَ والتعب على تعليمها، 

ما هو إلا وسيلةٌ خبيثةٌ؛ 

لنيل مكاسبَ هو فقط مَن كان يدركها، ويخطط لها، 

وأنَّه علَّمها لغايةٍ؛ سيجني هو من ورائها منافع.


بدأت تأخذ الشابُ "جامساب" 

الهواجسُ والأفكار، 

فأخذ يقولُ في نفسه؛ 

أنا رجل مُعدمٌ فقير، 

لا أكاد أجد قوتَ يومي، 

ذليلٌ في قريتي، بلا سند ولا ولد، 

لو أخذتُها وعرضُتها أمام الناس؛ 

فسأجني الكثير من الأموالِ وسأصبح ثرياً، 


فهذه الفتاةُ لم يحدث أن رأى أحدٌ ما يشبهها، وسيحترمني الناسُ في قريتي  وسينزلوني منازل سادتهم حين أصيرُ غنياً.                         


المقتطف السادس:       


أجمع الشابُ "جامساب" أمرَه، 

وقرَّر أن ينفّذَ خطَّته، فأقنع الأميرةَ بالذهابِ معه إلى قريته، 

فوافقت بعد أن توهمَّت أنه يُحبها، 

وحين اِقتربا من القريةِ قام بربطِ يديها وتقييدهما. 


لم تكن لترفض أيَّ شيءٍ يفعلهُ؛ 

لأنَّها لم تكن تعي أو تدركَ ما هو القيد، 

أو لِمَ يفعل هو ذلك بها؛ 

فقد كانت ثقتُها فيه مطلقةً، 

وبعد أن حبسَ يديها وجسدَها بالقيودِ؛ 


لم تستطع أن تتحركَ، فشعرت بالضيقِ والضعفِ وقلّةِ الحيلةِ، لم تفهم ما الذي يحدث، أو ما كانت غايته من ذلك، اِستنجدت به كثيراً ليفكَّ قيودها، فجسدها الضعيفُ لا يستطيع الخلاصَ، ولكن الشابَ "جامساب" لم يستجب لها.


المقتطف السابع:


أحسَّت "الأميرةُ ميران" 

بالمهانةِ والذلِّ والاِستصغارِ، 


فلماذا يكونُ جزاءُ صنيعها مع ذلك الشاب هو هذه المعاملة السيئة؟ 

ولماذا قابل معروفها بهذا النكرانِ والاِستغلالِ، 

وهي التي أحبّته وسهرت على راحته؟ ولكنَّها الآن صارت ترى للمرةِ الأولى ذلك الوجهَ المظلمَ والظالمَ؛ 

لمن ظنَّته حبيبَها 

ولكنَّه خانَ قلبها وسرقَ منها فرحتها وبراءتها.                                   


كان شعور الأميرة "ميران" 

بالخزي والإهانة؛ يكبرُ شيئاً فشيئاً، 

ولكن بدأت تتسلَّل إلى ذاتِها تلك القوةُ، التي لم تكن تنتبه لها،  


كيف لا وفيها من القوةِ 

والحكمةِ ما يكفي لتحرِّر نفسها، 

فقد أدركت في النهايةِ أنَّ قوتها وجمالها، الذين ورثتهما من أمها الجِنيَّةِ، 

وحكمتها ودهاؤها، الذين ورثتهما من أبيها الثعبان؛ كفيلةٌ بأن تسري في قلبها وروحها وبدنها بقوةٍ خفيةٍ وسرَّيةٍ، 

كانت تجهلُ أنها تمتلكها، 

فما كان منها إلا أن اِستجمعت قوتَها وغضبها فقامت بكسرِ قيودها وتحرير نفسها من الأسر. 



لم تعدْ فتاةُ الليلة تشبه فتاةَ البارحة؛ كانت طفلةً وساذجةً، فصارت اِمرأةً. نضجت في فترةٍ وجيزة، كانت ضعيفةً؛ فصارت قويةً، فحين نظرت في قرارةِ ذاتها، وقرأت روحها، وجدت ما لم تكن تعيه، وحرَّرت ما كان مُختبئاً فيها؛  فتكشَّف لها ما كانت تجهله.


ولكن بقي الشعورُ المسيطرُ عليها هو الذي حدث معها، وكيف اِستغلَّ ذلك الشاب "جامساب" مشاعرَها بتلك الطريقة المُهينة والمذلَّة،

فقررت أن تنتقمَ من كلِّ من آذاها بتصرّفٍ، أو حقَّرَها بنظرةٍ، أو أساءَ لها بقولٍ، 

فما كان الصباحُ حتى أتت على كلِّ أهلِ القريةِ بسمِّها القاتل ...


يتبع . . .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology