بقلم عماد أبو زيد
أول مرة حدثنا الكاتب الصحافي أسامة الغزالي حرب.. عن "الباشا".. وسوق لنا في طرحه إعادة إنتاج مااندثر وراح من الزمن الماضي.. وقال ممكن أن تعيد السلطات منح الألقاب مثل :"بك" -"باشا.". مقابل مبلغ مالي لمن يريد الحصول عليه. وثاني مرة حدثنا وزير التربية والتعليم عن إعادة تسمية شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة باسم "البكالوريا".. وأتاح بالفعل استبيانات للطلبة عن رأيهم في الإختيار مابين الثانوية والبكالوريا. وثالث مرة حدثنا وزير الأوقاف عن تحمسه لعودة "الكتاتيب" تحت إشراف الحكومة. وفي رابع مرة التي نحن بصددها الان.. تحدثنا وزيرة التضامن الاجتماعي عن فكرتها للعودة الي زمن "التكايا." ولا أدري لماذا هم جميعا يتهافتون على الزمن الغابر ؟..اهو الحنين/ الانستولوجيا ؟..من الجائز أن يكون ذلك صحيحا.. لو عاشوا جزءا من حياتهم في اغوار ذلك الزمن! ..لكن أظن أن المسافة بعيدة بينهم وبينه.. باستثناء الكاتب أسامة الغزالي حرب. أم أن الأرض قد ضاقت عليهم بما رحبت من مفاهيم ومصطلحات وحلول لقضايانا؟.. فلاذوا إلى الماضي هربا كيما يعودون منه بما يسرهم ..وقد وجدوا فيه هوى مع أنفسهم!. ومن يفكر في منطقهم هذا.. أو منحاهم الفكري.. على مختلف الصعد.. يحسبهم منعزلين عن العالم!. وبديهي أن مشكلاتنا وقضايانا لم تعد خاصة بنا نحن فقط.. نحن جزء من العالم.. الذي يبلغ تعداده حوالي ثمانية مليار نسمة.. ومن ثم هل العالم بأسره يفكر في قضاياه ومشكلاته الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية على هذا النحو ؟.