د عبدالله عنان محمد سيف
أن يعشقُكِ كعشقهُ لأرض أجدادهِ، أن يتمسك بكِ كتمسكهُ بإرثه؛ فإذا أحبكِ قروي لن يتخلى عنكِ بسهولة، لن يسمح لأحد أخذكِ منه، سوف يُقاتل من أجلكِ، سيُنفق جُل ماله على إلا يمس أحد ممتلكاته، يغدو مُحاربًا عنيدًا حين يتعلق الأمر بالسطو على أشياءه، لا يرضخ للأمر الواقع مهما كانت عواقب المواجهة، يتمرد على كل شيء يقف أمامه، تكاد قداسة الدين بالنسبة إليه تتقارب مع قداسة الأرض، لذلك لا يقبل المقايضة أو التبديل مهما كان الثمن..
الرجل القروي بطبعهِ سخي، لن يبخل عليكِ بالحبِ أبدًا، سوف ينثر الحب في تربة قلبكِ كما ينثر البذرة في تربةِ أرضه، سيعطيكِ من الإهتمام والدلال أضعاف ما يعطيه لأغصان ثماره. هكذا هو الإنسان القروي، يعشق بعنفوان، يحب بصدقٍ وعفوية، نشيطٌ في أداء واجباته نحوك، فمن تعود على الإستيقاظ مبكرًا لتقديم الإهتمام والرعاية للحقل ومُداعبة الأغصان والثمار، لن يتكاسل عن رعايتك والإهتمام بك ومُداعبة خديكِ ولملمتكِ إلى أحضانه عند المساء..
أيضًا أن يقع في حبكِ، ويُغرم بكِ فإعلمي أنكِ أولى من أحب، وأن غشاء قلبه لم تفضهُ أنثى قبلك؛ غالبًا ما يتوج القروي حبهُ بزواج، بل يسارع في ذلك، لأنهُ لم يذق الحب سابقًا، ولم تصيبهُ نشوة العشق قبل ذلك، فتتبلل روحهُ عشق، ويغدو هائمًا بمن أحبب طوال الوقت، سيفقد رغبتهُ بكل شيء عدا رغبته بتلك "الربحة" التي سرقت قلبه وإستوطنت عقله، وسوف تتضح ملامح العشق في محياه، فهو لا يستطيع إخفائها مهما حاول.
الله كم أشفق على ذلك القروي حين يغرم بأنثى، وهو خجول لا يمتلك تلك الشجاعة التي تمكنه من الذهاب إلى محبوبته والإفصاح عن مشاعره تجاهها، فيكتفي بالنظر والتلذذ من بعيد وإرسال إشارات تقليدية مبهمة، لكنني أثق كثيرًا بأنه لن يدوم طويلًا تحت قوقعة الخجل سيتمرد على خجله وينطلق..