بقلم سهام فودة
لا شَيءَ يَبقَى...
العُمُرُ أوراقٌ تَتَساقَطُ في رِيحٍ عَمياء،
والجِبالُ، إن عَاندَت،
تُصبِحُ رَملًا تَذروهُ الكَفوفُ المُتعَبَة.
هذِهِ الشَّمسُ،
تَظُنُّ أنَّها مَلكَةُ الأزَمِنَة،
لكنَّها سَتُكسِرُ القانُونَ يومًا
وتُشرِقُ مِن غَربٍ يَرتَجِف،
تُطلِقُ نُذورَ النِّهاية
كَأنَّها تَكتُبُ الوَصِيَّةَ الأخيرةَ للكون.
والبَحرُ،
أيضًا لَيسَ خالِدًا...
سَيَجفُّ عَطَشًا في صَدرِ الأرض،
ويَترُكُ أمواجَهُ تُنازِعُ الهَواءَ كالأَسَاطِير.
نَحنُ – ما نَحنُ؟ –
ظِلٌّ عابِرٌ،
حُلمٌ يَفِرُّ مِن يَدِ الزَّمَن،
صَوتٌ يُطفِئُهُ صَدى الصَّمت.
غيرَ أنَّ الأثرَ،
إن صَدَقَ،
يَنجو مِن فَخِّ الفَناء،
يُزهرُ في القلوبِ،
يَتَحوَّلُ إلى جُذورٍ تَحفَظُ ذاكرةَ الأرض،
وتُعلِّمُ الغَدَ أن يَنهَضَ مِن الرَّماد.