السوسنة تحتفي "بالشقرا والقمر" والعيسوي يرعى الاحتفال

 

في أمسية ثقافية استثنائية، وتحت رعاية معالي السيد يوسف العيسوي، رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامربيت الأردنيين، نظّمت جمعية السوسنة والدحنون للثقافة والفنون حفل إشهار رواية "الشقرا والقمر" للكاتبة اليمنية د.منار علي، وذلك في المركز الثقافي الملكي بالعاصمة عمّان، بحضور نخبة من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والفنية والمثقفين من الأردن والوطن العربي.

وفي كلمة معالي رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر

قال العيسوي: إن الأردن كان وسيبقى منبراً يحتضن الإبداع العربي، وفضاء يفتح ذراعيه لكل فكر نير يضيف لبنة جديدة في صرح الوعي الإنساني، مشدداً على أن الأردن لا يرى في الثقافة نشاطاً هامشياً، بل يعتبرها ركيزة من ركائز النهضة وأداة لصون الهوية.  

وأشار العيسوي إلى أن رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني للثقافة والآداب تعد جزءاً أصيلاً من الإرث الهاشمي، باعتبار الأدباء والمثقفين سفراء حقيقيين للوطن وحملة لواء التنوير، مشددا على أن القيادة الهاشمية، وإدراكاً منها لرسالة الثقافة السامية، تحرص على أن تبقى الثقافة ركناً أصيلاً في بناء الدولة الأردنية وجزءاً من وجدانها وروحها.  

وأكد العيسوي أن هذا الاهتمام يضمن أن تبقى الثقافة الذاكرة التي تصون الماضي، والعقل الذي يرسم المستقبل، والنبض الذي يبقي الوطن حياً في ضمير أبنائه وعطائهم، وهي الركيزة التي يستند إليها الأردن لتعزيز هويته وحضوره على الساحة العالمية.  

ووصف العيسوي الرواية بأنها عمل أدبي يعبر الحدود ويجمع بين الثقافات، مؤكداً أن الأدب هو المساحة الأجمل التي يلتقي فيها الإنسان بأخيه الإنسان مهما اختلف المكان والزمان.  

وأشار إلى أن هذا اللقاء الأدبي يشكل نموذجاً راقياً للتفاعل الثقافي بين المبدعين العرب، ويعكس إيماناً بأن الكلمة الصادقة قادرة على مد الجسور بين الشعوب وترسيخ قيم التفاهم والمحبة، وهي الوجه الأسمى للإنسان ومصدر النور الذي يبدد ظلام الجهل والانقسام.  

وعبر العيسوي عن بالغ تقديره للمبادرة الراقية للروائية منار علي، التي اختارت أن تهدي نسخة خاصة من عملها الأدبي إلى جلالة الملكة رانيا العبدالله تقديراً لدورها الإنساني الملهم في دعم التعليم وتمكين المرأة، معتبراً أن هذا الإهداء يعد تعبيراً صادقاً عن الوفاء والاعتزاز بمكانة جلالة الملكة في وجدان المبدعين.  

وشكر العيسوي جمعية السوسنة والدحنون على جهودها، والكاتبة منار علي على إبداعها الذي جمع بين الحلم والمعنى، وكل من يرى في الأدب وسيلة للنهوض بالإنسان وفتح آفاقه نحو الجمال والمعرفة.

وفي كلمة مؤثرة ألقاها رئيس الجمعية، المخرج أحمد الجبور، أمام معالي رئيس الديوان،

 قال: إن رعاية معالي العيسوي لهذا الحفل ليست مجرد تشريف رسمي، بل امتداد حيّ للنهج الهاشمي الأصيل في دعم الثقافة وتمكين الشباب واحتضان الأشقاء العرب. وأكد أن جمعية السوسنة والدحنون ترى في العمل الثقافي ضرورة وطنية، وفي الشراكة مع المؤسسات الرسمية استثمارًا في الوجدان والهوية والمستقبل.

وأوضح أن الحفل لم يكن مجرد مناسبة أدبية، بل إعلانًا عن إيمان عميق بأن الكلمة الحرة، حين تُروى بصدق، تُصبح وطنًا يُحمل في القلب ويُقدّم للضيوف كما علّمنا الهاشميون. واعتبر أن اللقاء الثقافي هو تكريم للفكرة حين تتجسد، وللهوية حين تُكتب، وللوجدان حين يُترجم إلى حبرٍ على ورق.

وقد تشرف الحفل بحضور معالي وزير الثقافة الأستاذ مصطفى الرواشدة، ورئيس مجلس إدارة التلفزيون الأردني عطوفة غيث الطراونة كضيف شرف، إلى جانب عدد من أصحاب المعالي والسعادة والسفراء العرب والوجهاء والمثقفين والفنانين.

 استُهل البرنامج بعرض مصور خاص يوثق إنجازات جمعية السوسنة والدحنون منذ تأسيسها وحتى يوم الفعالية، مسلطًا الضوء على دورها في دعم الثقافة والفنون وتعزيز الهوية الوطنية.

وتخلل الحفل فقرات غنائية أردنية مميزة أحياها الفنان الكبير أسامة عشا والفنانة الأردنية رويدة العاص، أضفت على الأمسية طابعًا فنيًا راقيًا يعكس روح المناسبة.

وفي لفتة تقديرية، قدمت الجمعية درع تكريم خاص للكاتبة منار علي من الجمهورية اليمنية، إلى جانب عدد من التكريمات للعاملين في المركز الثقافي الملكي، ولعدد من المثقفين والفنانين والوجهاء، عرفانًا بدورهم في خدمة الثقافة الأردنية والعربية.

حيث قدّمت الكاتبة اليمنية منار علي خلال الحفل إهداءً خاصًا من روايتها إلى جلالة الملكة رانيا العبدالله، تعبيرًا عن تقديرها لدور جلالتها في دعم التعليم وتمكين المرأة، كما قدّمت تكريمًا خاصًا باسمها لمعالي يوسف العيسوي، عرفانًا برعايته الكريمة لهذا الحدث الثقافي.

وقد شكرت الهيئة الإدارية والهيئة العامة لجمعية السوسنة والدحنون، وكل من حضر وساهم في إنجاح هذه الفعالية، من أصحاب المعالي والسعادة والسفراء والمثقفين والفنانين، معتبرين أن هذا الاحتفاء هو تجسيد حيّ للتكامل الثقافي العربي، ورسالة محبة للعروبة الأصيلة.