عمان – عمر أبو الهيجاء
تنظم هيئة الشارقة للكتاب الندوة الدولية الرابعة لمجلة "كتاب" بعنوان "تأليف الحديقة.. قراءات في القصيدة الأندلسية وتحولات الأثر"، ضمن البرنامج الثقافي للدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب. وتتناول الندوة في جلستين (10 و11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025)، دراسة جوانب متعددة من الشعر الأندلسي في شبه جزيرة إيبيريا، وتحولات تأثيرات الحضارة الأندلسية في الشعر العربي والعالمي، بمشاركة ثمانية باحثين عرب، ومستعربين من إسبانيا وتركيا.
وتتضمن فعاليات الندوة توزيع كتابها "تأليف الحديقة" الذي أصدرته الهيئة، ليكون مرجعاً جديداً يضاف للمكتبة العربية حول الإرث الشعري الأندلسي.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، رئيس تحرير مجلة "كتاب"، أحمد بن ركاض العامري، في كلمة الكتاب، "تأتي الندوة تحت مظلّة مشروع الشارقة الثقافيّ التنويريّ الذي يقوده ويرعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، منذ خمسة عقود"، مضيفاً أنّ الندوة تعقد هذا العام "لقراءة الإرث العربي الإسلامي في الأندلس، الذي يشكّل أبرز القواسم المشتركة بين الثقافة العربية والثقافة الإيبيرية في إسبانيا والبرتغال"، مشيراً إلى العديد من المبادرات الدولية التي أطلقها صاحب السمو حاكم الشارقة، لحماية الإرث الأندلسيّ وقراءته "بوصفه علامةً حضاريةً عربيةً، وقاسماً مشتركاً بين الثقافتين، وبوصفه جسراً لتعزيز التبادل الثقافي والتعاون وتعمير شراكة معرفيّة".
وتابع أحمد العامري "تشكّل الأندلس درساً معرفيّاً وجماليّاً وحضاريّاً، يتطلب مزيداً من القراءات الجديدة". وقال "تأتي الندوة الدوليّة الرابعة التي تستمر يومين ضمن برنامج معرض الشارقة للكتاب، بتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، لاستكشاف جوانب جديدة من الإرث الأندلسي العظيم".
ومن جانبه، قال مدير تحرير مجلة "كتاب"، منسق الندوة الدولية، علي العامري، في مقدمة الكتاب "تؤكد الأندلس أنّ القديم يأبى الدخول في الماضي التّام، إذا ما توافر على طاقة جوّانيّة تحويليّة"، مضيفاً أنّ الأندلس صارت "الاسم الحركيّ لشمس العرب، والاسم السحريّ في كتاب التاريخ الإنسانيّ، والاسم الضوئيّ في نهر الزمن، لتواصل صيرورتها بأشكال متعددة قابلة للحياة". ووصف الأندلس بأنها "تمثّل حضارة الحواسّ وشعرية الفردوس معاً، وأنّ معالمها ما هي إلّا شواهد ناطقة على روح المكان وحدس الهندسة، ما يجعلها قابلة دائماً للتأويل الحيّ والمتجدّد".
في الندوة، يتناول أستاذ الأدب الأندلسي، واللغة العربية وآدابها، الدكتور صلاح جرّار، العلاقة بين الطبيعة والمرأة في الشعر الأندلسي، في حين تتحدث أستاذة اللغة العربية وآدابها في جامعة كومبلوتنسيه في مدريد، الدكتورة فكتوريا خريش، عن حضور الأندلس في الأدب العربي المعاصر، ويرصد أستاذ اللغة العربية وآدابها والترجمة في جامعة غازي في أنقرة، الدكتور محمد حقّي سوتشين، ظاهرة الحداثة المبكّرة في الشعر الأندلسي، وتدرس الأستاذة في جامعة محمد الخامس بالرباط، الدكتورة حورية الخمليشي، موضوع أنسنة الطبيعة وتآخي الفنون في الشعر الأندلسيّ، وتقرأ أستاذة تاريخ الفكر الإسلامي في جامعة مدريد المستقلة، الدكتورة لوث غوميث، أثر الأندلس ولوركا في تجربة الشاعر محمود درويش، ويتناول الباحث والشاعر، زهير أبو شايب، حضور الشاعرات الأندلسيات وجرأة شعرهنّ، في حين تبحث أستاذة الترجمة والأدب الإسباني، باهرة عبد اللطيف، في البُعد الأندلسي بتجربة خورخي لويس بورخيس، وأخيراً يرصد الباحث في تاريخ اللغات واللهجات العربية القديمة، الشاعر يوسف المحمود، حضور الخط العربي وأدوات الكتابة في الشعر الأندلسي
.


