أريد أن أشارككم جزءاً من روحي الإبداعية التي وضعتُها في كتابي " اختراعات ميس خضر و مجسماتها الهندسية" و تحديداً أحد اختراعاتي المفضلة و الذي أفتخر به كثيراً و هو روبوت 002، فهذا المشروع ليس مجرد مجسم بل هو دليل عملي يثبت للجميع أنَّ الابتكار لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة أو مواد نادرة، كل ما تحتاجه هو خيالك و روحك العلمية و الابداعية لتصنع بيديك شيئاً جديداً ذو قيمة.
لحظة الإلهام: رؤية إيلون ماسك في الكرتون
لقد أسميتُ هذا الاختراع بروبوت 002 لإنه قد سبق و صنعتُ قبله روبوت 001 من الكرتون و هو النسخة الأولى لهذا العمل و يتميز ببساطته كونه مصنوعاً بشكل كامل من الكرتون المقوّى ويحتوي بداخله أسلاك لتحريكه، أما روبوت 002 فهو نسخة محدَّثة و مطوَّرة من هذا العمل وهو مصنوع من صفائح الألمنيوم و بعضٍ من الأدوات الهندسية و التي تشكّل جزءاً من هويته، ومن هنا أستطيع القول بأنني استأثرتُ بكلام ايلون ماسك حول ارتكاب الأخطاء و أقتبس منه القول " يجب أن تتبع نهج ارتكاب الأخطاء، ثم أن يكون هدفك ارتكاب عدد أقل منها" و هذا العمل يوضح أهمية التطور في استخدام التقنيات و ارتكاب الأخطاء للخروج بالنتيجة الأفضل و النسخ الأحدث.
التحدي الأكبر: الخروج بفكرة جديدة و مفيدة
أثناء صناعتي لروبوت 002 أردتُ أن أُغيّر المنهجية التي استخدمتُها في صناعة النسخة الأولى، حيث أنني رسمتُ التفاصيل الهندسية بكل دقة وأضفتُ سحراً خاصاُ كي يُضيء المجسم و يصبح أكثر إنارة عن ذي قبل، فأضفتُ له الإلكترونيات و القابس الصغير كي يغدو كمصباحٍ يتوهجُ في الليل و ينير المكان و هذا ما يجعله مختلفاً عن نسخته الأولى، و قد واجهتني بعض التحديات أثناء دمج القطع مع صفائح الألمنيوم إلا ان المحاولة هي خير دليلٍ على النجاح.
رسالة امل للمخترعين الصغار
في النهاية لم أبتكر روبوت 002 فقط لأضعه في كتابي بل أطلقته كرسالة واضحة لكل مَن يقرأ:
لا تنتظروا توفر أحدث التقنيات، لا تنتظروا الميزانيات الضخمة، استخدموا
ما بين أيديكم، الابتكار الحقيقي يكمن في تحويل أبسط الأشياء إلى حلول وظيفية
مذهلة، فماذا ستنصعون أنتم؟؟ "
في كل مرة أرى فيها صورة روبوت 002 أتذكر أنَّ أجمل المشاريع هي تلك التي نطلقها من بساطة الأمور ولكن بعمق الفكرة، وآملُ أن يكون هذا الروبوت بداية رحلة كل قارئ في عالم الاختراعات.


