خيطُ وميض

 


 الشاعرة لاڤا مسلم

كَمن يَضَعُ قلبَهُ على نافذةٍ مفتوحةٍ

حيثُ لا فرقَ بينَ الغيابِ والنَّجاةِ

ولا بينَ الألمِ والوِلادةْ…


كلُّ الأشياءِ الثَملى بالوجودِ تَمُرُّ…

كأنها نذرتْ نفسَها للعبورِ

بينَ نافذةٍ تُطلُّ على السُّكون

وظلٍّ يذوبُ في ضوءْ…

كلُّ الأشياءِ تَمُرُّ…

كمجرى سيلٍ في الصَّدى

تتدفقُ بي ...

والمعنى يتهاوى

ينهض من رماده شيءٌ أوسعَ

أصير نافذةً تهدر

أُمهّد لي هذا الإمتداد..

في المدى المهدورِ

خافقاً قلبي ..

يخرج من قفصه ليمشي أمامي

يدلني على الطريق .


أنا رَجعُ الإيقاعِ

أنا عودةُ المدى مما كان لي

وما ليسَ لي

وما نزفته لأكبر .


يدي مُمتدّةٌ لمسافةٍ

ووجهي مسافرٌ

أتبعهُ…

أقيمُ فيه الرحيلْ .


لا أطلبُ المعنى 

بل أُقصي عنه سلطتَهُ

أُحرّرني منهُ

وأعودُ

كَثيفةً كالهواءِ

طليقةً…

لدي ما يكفي من خلايا النحلِ

لتناسُلِ الزهور على جسدي

لدي ما يكفي من الهواء

ليخفقَ بي قلبُ عصفورٍ

ويشهقَ…

كَثيرةٌ أنا في وحدتي

أُطلقُ صوتي

أُدندنُ مع إيقاعِ الرَجعِ

وأذهبُ إلى رحمِ الصدى

أتكورُ في مداهُ


أعرفُ أني حيّةٌ

وأني أرتقي

وأني أعودُ

كما لو أني ذهبتُ

وأكون كما لو أني

لنفسي طليقةْ

واتجاهاتِ هذا الطريقْ …


أمشي في العالمِ

بنصف قدمٍ على الأرضِ

ونصف قلبٍ…

في مَلكُوتٍ آخرَ

أستقيمُ…

وأفيضْ


أراقبُ روحي من مسافةٍ

كأنني منها سليلةُ الضوءِ

وأنها مِني

خيطُ وميضْ .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology