محمد فتحى السباعى
أتاني من الأسرارِ ما وسِعَ الدُّنى
وألبسني من نورهِ إسدالَهُ
فأومأَ، فانتبهتُ في وجدي رؤىً
تذيبُ من الأكوانِ كُلَّ جدالَهُ
رأيتُ الوجودَ قصيدةً متفردًا
يُرتِّبُ فيها الحُبُّ نفسَ جمالَهُ
وألقى على صدري معانيَ لم تزلْ
تهيمُ، فتُكملُ للصبورِ احتمالَهُ
فمن ومضةٍ في القلبِ قامت حكمتِي
تُبرئُ ما أعيا الفؤادَ، وتالَهُ
وكم لاحَ وجهُ الحقِّ بين خواطري
يدلُّ على دربٍ ويُخفي مِثالَهُ
فيا دهشةَ الأرواحِ حين تُلامسُ الـ
ـندى؛ فتشيرُ الخَطوَ نحوَ وصالَهُ
ويا سرَّ محبوبٍ يُحيّي كلَّ ما
يمرُّ، ويُعطي للجمادِ نِبالَهُ
إذا لاحَ وجهُ الكونِ منهُ فإنّهُ
يُصاغُ من الرحمنِ فيضُ ظلالَهُ
وما أن أطلقتُ الوجيبَ لخلوةٍ
حتى أعادَ إليَّ نورَ سُؤالَهُ
فهذا بكاءُ العارفينَ إذا بَكَوْا
يرقّى شغافَ النفسِ حتى ينالَهُ
ويا طمأنينًا من تنزّلِ رحمةٍ
تضمُّ كياني حين يطغى احتيالَهُ
سيفتحُ بابَ الضوءِ من حيثُ انثنى
على روحهِ ماءُ العطاءِ، فسالَهُ
فلا تنحنِ… فالحُبُّ يجمعُ خَلقَهُ
ويُكملُ ما في السائرينَ هلالَهُ
