أعظم متحف




بقلم.قمرعبدالرحمن

ثَمَّةَ متحفٌ...

متحفٌ شاركتْ في إعداده 

أمّةٌ بأسرها منذ عامين

تماثيلُه من الرملِ والدمع

وجدرانُه من صبرِ الأمهات.


متحفٌ لا يُشبه متاحفَ العالم

آثارُه لا تُقاسُ بالذهب

بل بنبضٍ انطفأ في حضنِ حجر

وبرائحةِ الخبزِ حينَ اختلطَ بالدخان.


فيه لعبُ الأطفالِ المحطَّمة

وأحلامُهم المعلّقةُ على نوافذٍ مهدّمة

وفيه رسائلُ لم تَصِل

وأغانٍ بُتِرت في منتصفِ اللحن.


إنه متحفُ الآلام

متحفُ الأوجاعِ والفقد

حيثُ الأحزانُ تسيرُ عاريةً

وسط حضورٍ مهيب

وشاهدٍ صامتٍ من العالم.


وحيثُ غزّة وحدها 

تُقدّمُ للعالمِ

أقدسَ ما تبقّى من الإنسانيّة

أرضًا تنزف لكنها تزهِر، 

وجدرانًا تئن لكنها تروي الحكاية،

وأملًا يمشي على رماد الألم،

متحديًا كل المستحيل.

فهل هناك أعظم من هذا المتحف؟

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology