الموظف المثالي

 



قصة قصيرة من سلسلة كوميديا الرمادية 

بقلم بلعربي خالد _هديل الهضاب 


في الدائرة الحكومية العتيقة،

حصلَ "سعيد" على درع التميّز.

كان الموظف المثالي —

خمسةُ أعوامٍ من الغياب المنتظم،

لم يتأخر يومًا… لأنه لم يحضر أصلًا.

كتبوا في قرار التكريم:


"تميزه في عدم التسبب بالمشاكل،

وانخفاض نسبة أخطائه إلى الصفر الكامل!"


صفّق الحاضرون،

ووقف المديرُ يلقي خطابًا عن الانضباط،

ثم التفتَ وسأل:

ـ أين سعيد؟

أجابوا: في إجازة دائمة منذ التعيين.

ضحك المدير وقال:

ـ رائع! هذا هو الإخلاص الحقيقي،

أن تبتعد عن العمل كي لا تُعيق سيره!

وفي نهاية الحفل،

عُلّقت صورته على الجدار،

فاستقال الجميع…

لعلّهم يُكرَّمون في الدورة القادمة.


قضية التصفيق 

من سلسلة كوميديا الرمادية


وقف المتهم أمام القاضي،

ببدلةٍ نظيفة، ووجهٍ مرتبك.

التهمة واضحة في الملفّ الرسمي:


“الامتناع عن التصفيق أثناء الخطاب الوطني.”


قال القاضي بوقار:

ـ هل تعترف أنك بقيتَ صامتًا بعد الدقيقة الثالثة والعشرين؟

قال المتهم:

ـ كنتُ أصفّق في قلبي يا سيدي،

لكن يداي كانتا مشغولتين بحمل أطفالي.


ضحك الحاضرون.

قال ممثل الادعاء:

ـ الوطن لا يُصفّق له بالقلب، بل باليدين الاثنتين!


حاول المحامي الدفاع قائلًا:

ـ موكّلي لم يعارض، فقط تعب من التصفيق.

فأجابه القاضي غاضبًا:

ـ التعب ليس مبررًا لبرود الوطنية.


عُرضت الأدلة:

فيديو يُظهره واقفًا صامتًا بين صفٍّ طويلٍ من المصفّقين.

قال القاضي بعد تأمل:

ـ واضح أن المتهم لم يشارك في الفرح العام.

الحكم:

سنة من إعادة التأهيل في مدرسة الحماس.


صفّق الجميع للعدالة،

ووقف القاضي مزهوًّا بقراره…

لكن أحدًا نسي أن يصفّق له،

فأُغلقت الجلسة بتهمة جديدة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology