في العدد (111) من «الشارقة الثقافية» أدباء غيّروا وجه الكتابة الروائية ومفهوم السرد

 



عمان - عمر أبو الهيجاء


صدر العدد (111)، يناير (2026م)، من مجلة «الشارقة الثقافية»، وقد تضمن مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح والتراث. وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان (الثقافة والمعرفة في عصر المعلومات)، مؤكدة أنه لم يعد بمقدور أحد أن يعيش في منأى عن التطور الذي فرض أنماط حياة جديدة وغريبة، وبات عدم اللحاق بالحضارة الحديثة يعني الاضمحلال والوهن، ولكن من دون التخلّي عن الأدوات التي صنعت أسس هذه الحضارة، ولكي تكون مثقفاً وكاتباً وإنساناً حديثاً ومتطوراً ومتقدماً، لا يعني أن تقطع علاقتك مع الماضي ومنجزاته، وتتبنّى النظريات الحديثة فقط، وأن تمارس هواياتك المفضلة افتراضياً وإلكترونياً، وإنما عليك أن تجمع بين الأصالة والحداثة، وتوازن بين متطلبات العصر والقيم التاريخية والحضارية.

أما مدير التحرير نواف يونس، فتطرق في مقالته (الشارقة.. في عيون يونانية) إلى مشاركة اليونان كضيف شرف في الدورة الـ(44) من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث عبر الكتاب والأدباء والناشرون اليونانيون، ومنهــم الشــاعر أنطونيوس سيكســياتاس، عــن عميق تأثرهم بزيارة الشــارقة، واعتبروا أن اللغة العربية مازالت تحافظ على قوتها ووجودها الحضــاري، وأن عظمة الشــعر العربي تكمــن في قوة اللغة العربية وتأثيرها الثقافي، كما أوضحوا لنا، أن الشــارقة التــي تحافظ وتجمع بين حاضرها وتقاليدهــا الأصيلة، باتت ملتقى للثقافات وتواصل اللغات، وهو ما أشــعرهم بالقواســم المشــتركة بيــن الحضارتيــن العربية واليونانية.

وفي تفاصيل العدد؛ كتبت سوسن كامل عن أحد أعلام الأدب العربي هو شفيق جبري رمز العطاء والإبداع، وقدم أحمد فضل شبلول مداخلة حول العلم والمعرفة عند نجيب محفوظ، فيما رصد عمر إبراهيم محمد تاريخ مدينة المحلة الكبرى التي ارتبط اسمها بورد النيل، وأطلت آمال كامل على مدينة عكار التي تتغنى بطبيعتها وتاريخها وتشتهر بموقعها وتراثها.


أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فقدم محمد حمودة إضاءة على رواية (زازا) المجهولة للشاعر إبراهيم ناجي، وتناول د. أكرم جميل قنبس مسيرة الأديب عبدالقدوس الأنصاري الذي عاش قضايا وطنه ومجتمعه، وتوقف وليد رمضان عند إبداعات زعيمة الباروني التي تعد رائدة القصة القصيرة في ليبيا، وكتبت هناء متولي عن أدباء غيروا وجه الكتابة الروائية، من خلال أسرار وحيل ألعاب السرد الكبرى، وتناولت أمل يوسف حسن قامة علمية ثقافية هو عبدالحميد العبادي، فيما احتفت أميرة المليجي بمنجز حنا مينه الإبداعي الغزير وقد عاش الواقع ووظفه في أدبه، وقرأ د. أحمد الصغير سيرة الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة الذي عبر عن واقعه بشفافية، وحاور محيي الدين جرمة الروائية هدى النعيمي التي تركت الوظيفة وتفرغت للكتابة، وكتب د. مجد حيدر عن صوت يروي قصة الشرق بلغة الغرب.. (كينيزي مراد) حارسة الذاكرة والرؤى الحالمة، واستعرض حسن الحضري آليات التلقي في كتابات شعبان عبدالحكيم، وتتبع د. شعبان بدير سيرة جبرا إبراهيم جبرا، والتقى ياسين حكان الشاعر عبداللطيف الوراري الذي قال إن (الطفل الذي بداخلي جاء بي إلى الشعر)، وتناول جمال عبدالحميد مسيرة محمود كامل حسن الذي يعد من رواد القصة العربية، وبحث عبدالعليم حريص في رواية (ساعات.. ساعات) لإسلام أبوشكير، حيث استجلاء الواقع في قالب متخيل، وحاور خليل الجيزاوي الدكتور أسامة السعيد الذي أصدر روايتي (رواق البغدادية) و(آرنكا)، وكذلك حاور د. عزيز بعزي الروائية بثينة خضر مكي التي أكدت أن شغفها بحكايات القرية منبع إبداعها.

وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ نقرأ موضوعات حول الفن التشكيلي والمسرح والسينما والموسيقا: 

سفيان دياب يبتكر عوالم جديدة تتحاور مع العين البصيرة (هشام أزكيض)، ياسر الصافي.. مفردة الطفولة عنوان موقفه الجمالي (محمد العامري)، النادي الثقافي العربي يواصل الاحتفاء بالمبدعين، المقاربات والأهداف بين المسرح الملحمي والعائم (د. أسماء بدر)، إطلالة على الدراما الإذاعية المصرية المبكرة (زينب الروبي)، محمود الشريف.. من أبرز الملحنين في تاريخ الموسيقا (نور سليمان أحمد)، عبدالمنعم إبراهيم.. من رموز الفن الإنساني (أميرة إبراهيم)، ممثلة الذكاء الاصطناعي تيلي نوروود (حسن م. يوسف)، توماس أندرسون في فيلمه «معركة تلو الأخرى» يقدم ملحمة سينمائية جديدة (ورد حيدر).

وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: الأدب القَلِق.. نزعة تحفز على الإبداع (أماني إبراهيم ياسين)، كتاب «ثقب المفتاح لا يرى» يرصد عشرين شاعرة أمريكية (ضياء حامد)، من متن البلاغة.. إلى فضاء النقد (أبرار الآغا)، اليابانيون وثقافة الحياة البسيطة (نوال غانم)، جيل من الرواد (نجلاء مأمون)، تحقيقات في اللغة والأدب (ناديا عمر).

من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: الأدب العربي.. والإبداع اللفظي (منال محمد يوسف)، أندون تشايوبي.. رائد في الشعر المعاصر (محمد الأرناؤوط)، أسلوب الكتابة بين المدارس والفردية (بول شاوول)، محمود المسعدي في ذاكرة الأدب العربي الحديث (تماضر فاتح)، حسين جلعاد من «عيون الغرقى» إلى «شرفة آدم» (انتصار عباس)، تجليات الأسئلة والتناص الدلالي (حسن بعيتي)، سعود السنعوسي يرصد الرؤى غير المألوفة في «أسفار مدينة الطين» (يوسف علي الغضبان)، تأملات نقدية في الرواية والعمارة (اعتدال عثمان)، أدب الرسائل.. ذاكرة مكتوبة للروح الإنسانية (ذكاء ماردلي)، سهيل إدريس حاول أن لا تحترق أصابعه ( محمد محمد مستجاب)، العاطفة والعقل يتبادلان الأدوار لدى نبيل سليمان (ياسين عدنان)، «هوامش نقدية» مشروع سعيد يقطين في كتاباته الأولى (د. مها بنسعيد)، بديع الزمان الهمذاني.. مبدع فن المقامات (عزت حلمي)، الشعر أبو الفنون (عبدالحميد محمد الراوي)، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكتب عن لحظة شعورية (غنوة عباس)، الصمت.. والإبداع (غسان كامل ونوس)، «دلشاد» أو القلب السعيد لبشرى خلفان (عبدالرزاق الربيعي)، رسائل ثقافية تاريخية طبية للعشاب ابن البيطار (مصطفى عبدالله)، مراحل تشكيلية متنوعة (نجوى المغربي)، عزالدين بوركة: الشارقة مختبر حضاري مفتوح (ساسي جبيل)، الموسيقا والمجتمع.. جدلية التأثير والتأثر (د. أحمد سعد الدين عيطة)، فيلم «شاعر» عن كبرياء وانكفاء المبدعين (أسامة عسل)، آفاق فن الاعتذار في الثقافة العربية والعالمية (نبيل أحمد صافية)، الظواهر النسقية في ديوان «وثب في المكان» للشاعر ضياء فريد (محمد ربيع حماد)، التجمعات الثقافية.. ظاهرة حضارية (هبة السيد عبدالوهاب).

وقد أفرد العدد مساحة لمجموعة من القصص القصيرة والترجمات، لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: أيار عبدالكريم (سر السعادة) قاص وناقد، التكيف مع الحياة في قصة (سر السعادة) - د. محمود الضبع، سمير حكيم (أمطار ثلجية) قصة قصيرة، أسماء نور الدائم (صباح بوجه جديد) قصة قصيرة، حمادة عبداللطيف (المحار) قصيدة مترجمة.. إضافة إلى أشعار لها أصداؤها (الأحنف العكبري.. شاعر الإنسانية والعذوبة)- وائل الجشي، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة ودوحة الشعر، ووقفة مع قصيدة علي هنداوي اعترافاً بفضل العالم محمد عبدالمطلب - د. حنان الشرنوبي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology