ا
حسين جداونه
اغتيال
جثا في المحراب أمام صورته..
طأطأ رأسه.. وغضّ بصره..
تباركت.. وتعاليت.. سبحانك..
أنت ظلّ الله في أرض الله..
خيّل إليه أنّه سمع صلصلة..
غفرانك.. مولاي، أنت العزيز في الأرض.. أنت العزيز في السماء..
في جوف مظلم تململت دودة بملل...
***
قسطرة
تقلّب بين قنوات الأخبار المحليّة والدوليّة..
وضع يده على صدره.. احمرّت عيناه.. تراكض الأطفال خلف بعضهم من غرفة إلى غرفة.. أشعل سيجارة من أخرى.. وضعت زوجته أمامه طبق الفاكهة: صحتك.. يا رجل!
نفث من فمه غمامة من الدخان راحت تنتشر في فضاء غرفة المعيشة.. غمغم: اطمئنّي.. الصحة مصونة.. رمق الشاشة.. لكنّ الكرامة مهدرة دماؤها.. أشاحت وجهها عنه، بينما ترقرقت في عينيها الدموع..
كتم أنفاس المذيعة.. أطبق بقبضته على علبة السجائر.. ضغطها بقوّة.. قذف بها شريط الأخبار...
***
خريف
وقفت أمام النافذة تتأمّل حديقة منزلها الخلفية..
الأشجار تساقطت أوراقها، فبدت الأغصان بالرغم من عريها، متشبّثة بساقها..
أخذت نفسًا عميقًا.. ثمّ استدارت إلى الداخل.. وعيناها تشعان بقرار ما.. اتّجهت مباشرة إلى هاتفها...
ـ ألو.. حسنًا، ابدأ بالإجراءات...!
***
رحلة
وجد نفسه في حديقة للزهور..
أخذ يبحث عنها.. جابها طولا وعرضًا..
خرج منها: مكفهرّ الوجه.. متهدّل الحاجبين.. محنيّ الظهر...
***
صداقة
وقفنا متقابلين..
تبادلنا النظرات نفسها.. ابتسمنا معًا.. وبالمقدار نفسه، اقتربنا من بعضنا بعضًا.. تصافحنا بحرارة.. تعانقنا بشوق..
وقبل أن يتماهى أحدنا في الآخر.. أجهشنا بالبكاء...
***
تحليل
رأيت علقة صامتًا هادئًا على غير عادته..
بادرته بالسؤال: كيف أصبحت يا صديقي؟
تجاهل علقمة سؤالي، ثمّ قال كأنّه يستأنف حديثًا ذاتيًّا: في السابق، كان الفيسبوك يقترح عليّ مواقع تتعلّق بالأخبار والسياسة والدين.. الآن، صار يقترح عليّ مواقع تتعلّق بالأمراض النفسيّة وبالاكتئاب خاصّة.. ترى لماذا هذا التحوّل؟!
قبل أن أفتح فمي، عرض عليّ مرافقته في مشوار مهم...
***
إنسانيّة
بين الحين والآخر، كانت تراودني الشكوك به..
اليوم، تأكّدت من الأمر..
رأيتني أبتسم، بينما كان الطفل في داخلي يرتعد خوفًا...
***
روم
استقرّت الرصاصة في قلبه..
نهض واقفًا على قدميه..
ما إن رأى ابتسامة أخيه حتى خرّ صريعًا...
***
عزاء
وماذا بعد، يا علقمة؟
هرش علقمة فروة رأسه، ثمّ تثاءب بكسل..
لا جديد، سوى إنّك ستجد دائمًا من يسخر ألمه من ألمك!
***
كرامة
بين الحين والآخر، يرى أنّ أحدهم صفعه على مرأى ومسمع من الجميع، وأنّه ظلّ ناكسًا رأسه..
وما إن يستيقظ حتى تنهال على ذاكرته صور كلّ الذين لطمهم على وجوههم، من غير أن ينبسوا بكلمة...
***
كاتب أردني
