احاديث مع البحر

 

 


  الربان مالك المبارك

اعود إليك كلما اختنق صدري،

لا طلبًا للنجاة،

بل لأنك الوحيد الذي لا يسألني لماذا تعبت.

أقترب منك ببطء،

كمن يخشى أن يوقظ وجعه،

وأجلس عند حدّك الأخير،

أخلع عن كتفيّ ما ثقل،

وأرميه في صدرك المفتوح.

تأخذه بصمتك العميق،

وتعيده إليّ أخفّ…

كأنك تهمس:

دع ما انكسر هنا،

فالوجع يعرف طريقه إليّ.

وحدك تعلم كم أخفي خلف وجهي،

وكم مرة وقفت متظاهرًا بالقوة

وأنا أميل من الداخل.

أشتاق إليك

لا لأنك هادئ،

بل لأن حزنك يشبه حزني،

عميق…

ولا يطلب تفسيرًا.

معك أفهم أن الصمت ليس ضعفًا،

وأن الوقوف،

حتى لو كان بصمتٍ طويل،

هو شكل آخر من أشكال النجاة.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology