دَنَوْتُ لَعَلِّي أَجِدُ مَنْ يُخَاطِبُنِي وَيَفْهَمُ مَا أَكْتُب.
فَطَرَقْتُ البَابَ، فَرَدَّ عَلَيَّ: "مَنْ أَنْتَ؟ وَمَنْ تَطْلُب؟"
فَقُلْتُ: "أَعْرَابِيٌّ عَابِرُ سَبِيلٍ، غَلَبَتْهُ الحَيَاةُ مُتْعَب."
فَقِيلَ: "عَرَبِيٌّ مُسْلِمٌ! إِرْهَابِيٌّ! دَمُكَ مَهْدُورٌ!" فَذَهَب.
فَقُلْتُ: "إِذًا بَشَرًا وَإِنْسَانًا، بِبَعْضِ الحُقُوقِ يَرْغَب."
فَفُتِحَ لِي البَابُ، وَقِيلَ: "قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ أَوْ تَأْكُلَ أَوْ تَشْرَب.
وَقِّعْ هُنَا!" فَقُلْتُ: "عَلَى مَاذَا؟"قِيلَ: "اقْرَأْ وَلَا تَعْجَبْ!"
فَقَرَأْتُ، فَإِذَا بهِ إِقْرَارٌ بِتَخَلِّي عَنْ جِنْسِيَّتِي وَالمَذْهَب.
فَقُلْتُ: "جِئْتُ فَارًّا مِنْ ظُلْمٍ إِلَى ظُلْمٍ أَغْرَب!"
فَعُدْتُ إِدْبَارِي وَأَنَا أُرَدِّدُ: "كَيْفَ السَّبِيلُ؟ وَمَا المَهْرَب؟"
فَإِذَا بِهَاتِفٍ يهمسُ لي "كُنْ مَعَ اللهِ، فَمَنْ كَانَ مَعَهُ لَا يُغْلَب"
