رؤية البداية

 


بقلم جابر البراق 


كانت الأحلام تروى قبلي من كلّ مكان: الطرقات، الديار، الأزقة، والجدران. تراب القرية، المواسم، والحقول.

تهمس بها الأسرّة والكراسي، الوديان والهضاب، الجبال والينابيع.

تقول، تلك الأحلام: ستكون نجمَ زمانك. تلمع قوةً ونبوة، تتمرّد على التقعّر والتحدّب والتخشّب.


هكذا كانت تهمس القرية والسماء والعرّافون الذين مرّوا: الحبّ، الحرية، الحلم، والسطوع.

بلغتُ السادسة على عجل. بلذة ومتعة وراحة، بكلّ جنوني، بكلّ تمردي، حماس وشغف كبركان يقوم بالإحماء. اكتمل الحلم، صار أكثر قربًا.


في ذلك اليوم، أخذني عمي إلى المدرسة. كانت اليوم الأول، الخطوة الأولى.

أمسكتُ يده بتشبّث، قلبي فرحان، عيوني تتوهج ككرة نارية في الظلام تسافر على حواف الآتي.

كان عمي بطيئًا كسلحفاة عجوز. أقدامي تسبقه فيسحبني للخلف: مو عجلكْ.

لاحت بوابة المدرسة قريبة. أحذيتنا رمادية، ملابسنا مبللة بالغبار. 

أضاف موظف التسجيل اسمي أسفل كشف مهترئ بقلم حبر شاحب، وأشار لفصل الأول ابتدائي. أخذني عمّي، وأشار المعلم أن أجلس في مؤخرة الصف، حيث الروائح والأطفال الخائفين. كنتُ خائفًا، ككل الأطفال، ولكن فورة الحلم، تدفعني أن أتحلّى بالشجاعة حتى أنجو..


....

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology