مهرجان "نصرة القدس والأقصى" العاشر بعنوان "التين والزيتون" في الزرقاء

 


ايمان خالد السعودي -الزرقاء 

فن، تراث، ورسالة وحدة بين الشعبين الأردني والفلسطيني**


الزرقاء – شهد مركز الملك عبدالله الثقافي في مدينة الزرقاء يومًا فنيًا وثقافيًا وطنيًا بامتياز، حيث احتضن مهرجان "نصرة القدس والأقصى" العاشر، الذي حمل هذا العام عنوان "التين والزيتون"، بتنظيم جمعية الزرقاء للتراث والثقافة، في تظاهرة جسدت التوأمة بين الشعبين الأردني والفلسطيني من خلال الفن والتراث والشعر.


تنظيم وإشراف فني وإداري مميز


أدار  المهرجان الكاتب والشاعر عقل تيسير قدح وقدمت الحفل الاستاذة اسراء الجمل   كما أشرف على تنظيم المعرض الفني التشكيلي الفنان التشكيلي القدير كمال الدين أبو حلاوة،، ونسق فقراته باحتراف الفنانه  هيام زهير خروب، مما أضفى على المهرجان طابعًا متكاملاً يجمع بين جودة الإعداد وغنى المحتوى.


"التين والزيتون": عنوان برمزية وطنية ودينية


اختير عنوان "التين والزيتون" للمهرجان باقتراح من الفنان كمال الدين أبو حلاوة، ولاقى تأييدًا بالإجماع من اللجنة العليا للمهرجان.

يحمل العنوان دلالات روحية ووطنية عميقة، ترمز إلى الأرض المباركة وفلسطين في بعدها القرآني والوجداني، وإلى العلاقة التي لا تنفصم بين الأردن وفلسطين، كما التين والزيتون لا يفترقان في الذكر والرمز.


فعاليات متنوعة جسدت روح الأمة


تضمن المهرجان مجموعة من الفقرات الثقافية والتراثية والفنية الغنية، ومنها:


معرض فن تشكيلي شارك فيه نخبة من الفنانين التشكيليين.


أمسية شعرية تنوعت فيها القصائد بين الوطنية والعاطفية، تمجد فلسطين وتستحضر نضال شعبها.


عرض أزياء تراثي يعكس الهوية الفلسطينية والأردنية بلباسها التقليدي وتفاصيلها التاريخية.


بازار وأشغال يدوية تراثية عكس الإبداع الشعبي في الحرف اليدوية والمنتجات الفلكلورية.


عروض دبكات وأغانٍ تراثية ألهبت المسرح بالحيوية والحنين، وأعادت الذاكرة إلى أهازيج القرى والمخيمات.



رسالة المهرجان: "نحن معكم"


حملت الدورة العاشرة من مهرجان "نصرة القدس والأقصى" رسالة قوية وموحدة موجهة للشعب الفلسطيني، مفادها:


"نحن معكم... توأمان لا نفترق، كرأتين في جسد واحد، كالصلاة والزكاة، كالتين والزيتون."




وأكد القائمون على المهرجان أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي حر، وأن دعمها لا يكون بالسلاح فقط، بل بالفن، بالكلمة، وبالتراث.


الفنانون المشاركون ولوحاتهم: رسائل بصرية مؤثرة


شارك عدد من الفنانين التشكيليين بأعمال حملت رسائل وجدانية وإنسانية، أبرزهم:


الفنان عبدالرحمن الصديق:

قدّم عملًا عن "الجرة العسلية"، كرمز للثقافة العربية القديمة، وسعى من خلاله إلى ربط التراث بالهوية العربية، مؤكدًا أن الحفاظ على الرموز التراثية هو حفاظ على تاريخنا وهويتنا.


الفنانة إسراء السعودي:

شاركت بلوحات عبّرت فيها عن المرأة كأم وكيان مرتبط بالأرض والتراث، موضحة أن المرأة في لوحاتها تمثل الطمأنينة والحنين والانتماء الوطني، في مشهد بصري يعكس دفء الأرض الفلسطينية وأمومتها.


الفنان صالح النابلسي:

لوحته المعنونة بـ "أشلاء في كيس"، عبّرت عن معاناة أهل غزة تحت الحصار والعدوان، وقال:


 "هذه محاولتي لنقل الصورة للعالم بأبسط الإمكانيات... فدورنا كفنانين أن نكون شهودًا على الألم، وأن نحول المشهد اليومي المؤلم إلى رسالة فنية تحرك الضمير."





الحضور والتفاعل الجماهيري


لاقى المهرجان تفاعلًا واسعًا من قبل جمهور الزرقاء، من مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، حيث امتلأت أروقة المركز بالحضور من المثقفين والفنانين والإعلاميين ومحبي الفن والتراث. وكان للمشهد العام طابعًا حيويًا ومؤثرًا، جمع ما بين الهوية والانتماء والتضامن الحقيقي.


ختام المهرجان: وعد بالاستمرار والتجدد


اختُتم المهرجان على وقع الأغاني التراثية الفلسطينية والأردنية، في لوحة بشرية رسمتها الجماهير، مؤكدة أن الفن ليس فقط وسيلة تعبير، بل سلاح مقاومة ناعم،

يُعبّر عن الوجع، ويحمل رسالة الأمل.


وأكد المنظمون أن المهرجان سيستمر عامًا بعد عام، وسيحمل في كل مرة عنوانًا جديدًا ورسالة أقوى، تبقي القدس في القلب والفكر.


 لأننا شعب لا ينسى، وشعب لا ينكسر، ستظل القدس حاضرة في مهرجاناتنا، في أشعارنا، في دبكاتنا، وفي لوحاتنا...

وسيبقى التين والزيتون رمز وحدتنا إلى الأبد.

وستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية.
































إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology