الكاتبة :لمياء العويد
في الآونة الأخيرة، بات الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا بديهيًا لنقل فكرة أو مشاركة عبرة، خصوصًا في ظل تسارع الأحداث على الساحتين الأدبية والفكرية. غير أن المثير للدهشة هو تحوّل حياتنا الشخصية إلى مادة معروضة للعموم، وكأنها مشهد يومي من مسلسل لا ينتهي، يتشاركه القريب والغريب على حدّ سواء.
ما بدأ كوسيلة للتواصل والتعبير، تحوّل تدريجيًا إلى منصّة تستبيح الخصوصية وتفتح الأبواب أمام التدخل والانتقاد، بل وأحيانًا الحسد. فكم من علاقة زوجية تضررت، وكم من شخص ناله الأذى، نتيجة مشاركة لحظة كان من الأفضل أن تبقى داخل حدود الدائرة الضيقة.
بتعبير أدق، أصبح العالم الافتراضي شريكًا غير مدعوّ في تفاصيل حياتنا اليومية، يتسلل بصمت إلى مشاعرنا وقراراتنا، ويُخضعها لمحكمة لا قانون فيها سوى الإعجاب أو التهكم.
ويبقى السؤال مطروحًا:
هل نحن نعيش واقعًا حقيقيًا، أم أننا غرقنا في وهمٍ رقمي؟
وهل من الضروري حقًا أن يعرف هذا "العالم الافتراضي" كل ما يدور في دوائرنا الصغيرة؟
السؤال برسم القارئ...