أهيَ ألأقدار؟

 


للكاتبة : سُرى مؤيد

_أَتُرحَلُ الآنَ؟ والنفسُ التي أَلِفَتكَ ما ارتضَتْ عنكَ انفصالا ولا بينَ الورى بديلا

قد كنتَ مأمنَ القلبِ في الدهرِ وسِترًا له ومُلاذَ حالٍ إذا اشتدَّ البُلوى مَحيلا

تركتني في وحشةِ الليلِ أرنو لظلِّكَ الهاربِ أجمعُ صبرًا كسرَهُ الرحيلُ طويلا

زعمتَ أنّكَ ما رغبتَ الهَجْر إنّما الأقدارُ جرَّتكَ وأنتَ لها ذليلا

لكنَّ قلبي ما غُرَّ ولا جهلَ الفؤادُ دربَ من كانَ بالهَوى مُخِيلا

تعلمُ؟ وربِّكَ ما فُجعتُ بغيبتِكَ وما زلزلَني إلا وداعُكَ الثقيلُ صليلا

قد كنتَ روحي فإن غبتَ عنها تهاوتْ وصارتْ كسيفٍ مُثلمٍ عليلا

وقفتُ عندَ بابِ الوجعِ أستبطئُ وجهَكَ كأني المصلوبُ بينَ الانتظارِ والمَصِيلا

وكلّ نبضيَ كانَ يهتفُ "عُدْ" وكلُّ دمعي على أطلالِ وجهِكَ سَبيلا

ما بعدَ بعدِكَ ألفتُ إلا العَتمَ ولا رافقني سوى الأسى كظليلٍ ثقِيلا

أنا الذي سقيتُكَ من دمي حتى حسبتُكَ في أوردتي نَخيلا

فقلْ بأيِّ خيانةٍ صارَ الصفاءُ رمادًا؟ وبأيِّ حِقدٍ صارَ الصدقُ قتِيلا! 

هل كنتَ تمضي دونَ أن تنظرَ خلْفَكَ؟ أما رأيتَ القلبَ مكسورًا ذليلا! 

أم كنتَ تضحكُ؟! والحريقُ في صدري يُخفي تحتَ صمتي وَقودًا مشتعِلا

ناديتُكَ  حتى جفَّ الحرفُ وما أجبتَ كأنك كنتَ في الهوى قتِيلا

صمتُكَ جَلدٌ وجَفاؤُكَ نصلٌ وقلبِي بكَ متعبٌ ما عادَ إلا هشيما ونخيلا

فارجِعْ فإنّ الروحَ دونَكَ صريعةٌ والنبضُ مذ هجرتَني صارَ عليلا

لا تسلّمني لسرابِ الوصلِ لا تُلقِني في دربٍ من كذبِ الوعدِ طويلا

عُدْ إن كذبتُ وقلتُ: "ما عدتُ أُحبُّك" فاعلَمْ بأنّي ما قلتُ ذلكَ إلا حياءً جليلا

ما زالَ في قلبي اشتعالُ الوجدِ كأنّي في كلِّ رمشةٍ أراكَ نبيلا

عُدْ إن يكن قلبُك قسى فارحمْ فؤادًا باتَ فيك طريدًا وفيكَ قتيلا

ما زلتُ في دربِ هواكَ أُمضي كالعاري في الهجيرِ بلا ظلٍّ ولا سَبيلا...



إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology