المفرق – عمر أبو الهيجاء
أقام بيت الشعر مساء أمس، أمسية شعرية استضاف بها الشاعرة لين حماد والشاعرة إيمان زيادة، وسط حضور بهي لجمهور القصيدة المميز الذي اعتاد على متابعة كافة نشاطات البيت، وقد أدارت مفردات الأمسية الدكتورة مرام أبو النادي التي تألقت بأسلوبها الأدبي الأخاذ وهي تتجلى بإدارة الأمسية.
الشاعرة لين حماد وهي من فئة الشباب المبدعين قدمت مجموعة من فيض إحساسها ونبضها الشعري ، ومنها قصيدة بعنوان (فوضى ما وراء الباب) التي تقول بها:
"بابٌ وفوضى قدْ تُسمّى عالمًا
والبابُ موصودٌ بسبعِ سلاسلْ
نختار سلسلة لنجلدَ ذاتنا
متسائلين عن المصير العادل
فيسكّن التوقيت كيًّا جَرحنا
ونعودُ ثانيةً لرفعِ الفاعلْ
قابيلُ فينا لمْ يبارحْ ذنبَهُ
فالكُلُّ مقتولٌ هُنا أو قاتِلْ
من جعبةِ الأزلامِ نخرجُ عيشةً
ليفيضَ قارِبُنا ببحرٍ كاملْ
فوضى، وأوّل نفخةٍ كانَتْ بِنا
ما مرَّ من هذا الجحيم أوائلْ
وأنا وبسمتك المَقيتة بيننا
أعوام أسئلةٍ وسربُ رسائلْ
تلقي رمادكَ جوف كلِّ قصيدة
كي لا تعود ببرزخٍ متماثلْ
في كل بيت كانَ يسكنه الأسى
لا شكَّ معذرةً، فأنتَ القائلْ
تنسى بلوعتك المريرةِ أيُّنا
قد كانَ يجترعُ اللظى ويحاولْ
ألّا يموت من التولّه قلبنا
ويأوّل التلويحُ أنكَ راحلْ
ومصيركَ المرصوف في الرقِّ انمحى
قد شقَّ آخرهُ الحمامُ الزاجلْ".
أما الشاعرة إيمان زيادة أبحرت عاليا بالقصيدة العمودية الفصحى، وقرأت ما لذ وطاب لها من الشعر ، وأبحرت في مركب القصيدة ، ومما قرأته من قصيدتها خبايا القوافي حيث تقول فيها:
"ما الشعرُ إلا نفحةَ الأنوارِ
ويبوحُ عني دونما إقرارِ
هذي القوافي لستُ آمنُها على
ما دارَ في بالي منَ الأفكارِ
ستراودُ الصمتَ العميقَ لينجلي
وتشي بما أُخفي منَ الأسرارِ
فَسلِ القصائدَ كم تسامرنا معًا
كم صفحةٍ أسكنتُها أشعاري
كم ليلةٍ غافلتُ فيها غفوَتي
ولقيتُها في السِّرِ والإجهارِ
كم مرةٍ شعري خبا في هجعةٍ
وسلا عيوني دونما أعذارِ
وانسلَّ من عيني الكرى لغيابهِ
ما حيلتي في البعدِ و الإنكار؟ِ
حتى ظننتُ بأنني ودعتُهُ
فيعودُ ثانيةً بلا إخطارِ
ويفيضُ وحيًا بعد طولِ تخاصمّ
في فرحةٍ فيسيلُ كالأنهارِ
فإذ ارتوتْ منها جنائنُ أحرُفي
وتمايلتْ من لحنها أوتاري
وتزينتْ بالوردِ كلُّ قصائدي
وتعطرتْ بشذًى كما الأزهارِ
سيُبدِّدُ الحزنَ الكئيبَ حضورُهُ
وينيرُ في عتمِ الدُّجى أقماري
تبًا لما للشعرِ من ترنيمةٍ
لا تنتشي إلا بها أسحاري
لكنما سيظلُ صوتًا عابقًا
ومتوّجًا بالفخرِ والإكبارِ".
هذا وقد قام فريق فضائية الشارقة بالتغطية التلفزيونية المصورة لهذه الأمسية المميزة التي حضرها عدد كبير من رواد الشعراء ومحبي الشعر ، فكانت أمسية بهية مميزة.