المفرق – عمر أبو الهيجاء
أقام بيت الشعر المفرق أمسية شعرية شارك بها الشاعران د. محمد المحاسنة، وياسر أبو طعمة، بحضور مدير بيت الشعر الأستاذ فيصل السرحان وكوكبة من متذوقي الشعر العربي الفصيح وأدارها الشاعر عاقل الخوالدة و قامت بالتغطية قناة الشارقة.
الخوالدة استهل الأمسية بالثناء على المبادرات الثقافية العروبية النوعية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ومنها مبادرة إنشاء بيوت الشعر الفصيح في الوطن العربي.
واستهل القراءة الأولى الشاعر أبو طمعة حيث ألقى مجموعة من قصائده الوجدانية متغنيا بالمفرق ومتغزلا بلغة موحية ومعبر عن مكنونات النفس البشرية، و ابو طعمة شاعر وكاتب وفنان تشكيلي، عضو رابطة الكتّاب الأردنيين، والاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، واتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، له ثمانية دواوين شعرية، وسبعة كتب منشورة، والكثير من الدراسات.
ومما قرأ من قصيدة "يَا شَقِيقَ الرُّوحِ".
"بِاللهِ رَبِّ العَرْشِ إنِّي أسْــــــــأَلُكْ
مَنْ ذَا عَلَى هَجْرِي وَبُعْدِي أجْبَرَكْ
يَا مَالِكَاً قَلْبِي بِأَسْرِ جَمَـــــــــــالِهِ
مَنْ يَا شَقِيقَ الرُّوحِ ظُلْمِي عَلَّمَـكْ
قَدْ كُنْتِ لِي قَطْرَ النَّدَى مَعْ رَوْضِـهِ
وَرْدَ الخُزَامَى عِطْرُهُ دَرْبِي سَلَـــكْ
يَا بَلْسَمَ الأَيَّامِ يَا عِطْرَ المَـــــــــدَى
مَنْ بِالجِرَاحِ دَوَاءَ قَلْبِي اسْتَبْـــدَلَكْ
لَوْ كَانَ وَصْلاً بِالهُوَيْنَا جِئْتِنِــــــي
يَا لَيْتَ شِعْرِي بِالجَفَا مَا أعْجَلَـــكْ
هَا قَدْ سَكَنْتِ الرُّوحَ عِشْقَاً مُكْرَمَاً
وَعَلَى الخَلائِقِ قَلْبُ يَاسِرَ فَضَّـــلَكْ
غَالَيْتُ فِيكَ أحِبَّةً وَأقَارِبَــــــــــــاً
بَيْنَ الأَضَالِعِ فِي وَتِينِي مَنْزِلُــــــــكْ
خَبَّأْتُ عِشْقَكِ صَارَ سِرَّاً غَامِضَاً
وَالقَلْبُ مَرْعَى فِي وَرِيدِي مَوْئِلُـــــكْ
لَكِنَّ دَمْعِي خَانَنِي يَا وَيْحَــــــــهُ
قَدْ نَمَّ أسْرَارِي تَمَادَى وَانْتَهَــــــــــكْ
إنَّ الَّذِي قَدْ فَازَ فِي هِجْرَانِنَــــــا
هُوَ عَاذِلِي لَوْ تَعْلَمِينَ وَعَاذِلُــــــــكْ
أوَلَسْتِ مَنْ أغْرَيْتِنِي فِيمَا مَضَــى
وَعُيُونُكِ النَجْلاءُ قَالتْ: هَيْتَ لَكْ؟
قَدْ رَاوَدَتْ عَيْنَاكِ قَلْبَاً مُرْهَفَـــــــاً
لَبَّاكِ صِدْقَاً حِينَ أوْقَعَهُ الشَّـــرَكْ
مَاكَانَ يَعْلَمُ مَا الهَوَى وَفُنُونَـــــهُ
بِبَرَاءَةٍ خَاضَ الوَغَى وَالمُعْتَـرَكْ
لَكِنَّهُ مِنْ جَوْلَةٍ مُسْتَسْـــــــــــــلِمٌ
مِنْ سَهْمِ طَرْفِ نَاعِسٍ دَمِّي سَفَكْ
قَدْ صَوَّبَتْ وَاسْتَحْكَمَتْ لَمَّا رَمَتْ
عَجَبَاً لِرِمْشٍ فِي فُؤَادِي قَدْ فَتَـــــكْ
مَلَكَتْ عَلَيَّ النَّفْسَ بِتُّ أسِيرَهَـــا
رُوحِي وَأشْجَانِي وَمَا قَلْبِي مَلَــــكْ
قَالُوا بِأنَّ العِشْقَ جَمْرٌ بِالحَشَـــا
يُذْكِي الضُّلُوعَ بِنَارِهِ أوْ يُحْرِقُــــكْ
لَكِنَّهُ دَاءٌ عُضَالٌ يَا تُـــــــــــــرَى
وَلِستْرِ صَبْرِي وَالتَّجَلُّدِ قَدْ هَتَـــكْ
فَلِمَاالْتَّجَنِّي فِي الـــهَوَى يَا مُنْيَتِي
وَاللهِ مَا أنْصَفْتِ قَلْبَاً أنْصَفَــــــكْ
قُلْ كَيْفَ جَازَيْتِ التَّوَاصُلَ بِالجَفَا
للهِ دَرُّكِ فِي الهَوَى مَا أعْـــــدَلَكْ !
مَا هَكَذَا مِنِّي تُصَانُ وَدَائِـــــــــعٌ
رُحْمَاكِ فِي قَلْبٍ صَبَا وَاسْتَوْدَعَــكْ".
تاليا قرأ الشاعر د. المحاسنة أنشد مجموعة من القصائد التي تغنى بشاعر الأردن مصطفى وهبي التل، وكما أمعن في شؤون القلب معاتبا الحبيبة بأن لا تتركه وتهرب فإنه العاشق المتيم.
من قصيدته "لا تهربي" نقتطف منها:
"لا تهربي مني فإني عاشق
أضناه سيل الموجعات فحنيّ
أواه من صب تبعثر قلبه
بين الدروب يدب دب مسنّ
يحتال كي ألقى خيالك مرة
فأعود محزونا وأقرع سني
فكأنه ثمل بحزن قصائدي
وكأنها نار الهوى وكأني
عبثا أكتم يا سعاد صبابتي
فالعاطفات تثور رغما عنّي".