في عالمٍ يتداخل فيه الإبداع بالرسالة، والمهنة بالرؤية، برز اسم المصمم اللبناني السيد كلود بولس، مؤسس أكاديمية "Anthracite" في لبنان، كمستشار في رومانيا في مجال تدريب كيفية عرض الازياء.
حمل على عاتقه الاحتراف في مجال عرض الازياء. وإلى جانبه، تبرز شريكته في الأكاديمية، الفنانة روزي يازجي، التي جمعت بين التمثيل، الإخراج والغناء.
في ظل هذه الخلفية الغنيّة والخبرة المتراكمة، كان لا بد من التعرّف أكثر إلى أهداف الأكاديمية ومضمونها عبر هذا الحوار:
- بداية، ما الذي دفعكما إلى تأسيس أكاديمية "Anthracite"؟ وما دورها؟
جاءت فكرة الأكاديمية من المصمم كلود، الذي كان يفكّر بها منذ زمن، وقد عمل على تحضيرها خلال تواجده في رومانيا حين كان يشغل منصب مستشار في أكاديميات عدّة. أحبّ هذه الفكرة وراوده الشغف لتطبيقها في لبنان، انطلاقًا من إيمانه بالحاجة الماسّة إلى هذا النوع من البرامج التدريبية المتخصصة.
تعمل الأكاديمية على تقديم برامج شاملة ومبتكرة تستهدف مختلف الفئات العمرية، من الأطفال إلى المراهقين والسيدات والرجال. تُقسّم الصفوف إلى مجموعات متجانسة، ويُشرف فريق العمل على تدريب المشاركين وفق منهجٍ متكامل يتضمّن: فن المشي على منصة العرض (Runway)، تقنيات الـ Posing، التعبير الوجهي أمام الكاميرا، الإتيكيت، التوازن، والأناقة في التصرف والحضور. ويتم العمل مع كل مشترك حسب ميوله واحتياجاته، سواء كان يرغب في احتراف المجال أو تطوير ذاته فقط. كما تقدّم الأكاديمية جلسات تصوير احترافية يتم اعتمادها في ملفات البورتفوليو الخاصة بكل مشترك، إلى جانب عرض أزياء سنوي ضخم، مع إمكانية حجز جلسات (Private Sessions) حسب الطلب.
- كيف تساهم الأكاديمية في صقل شخصية المتدرّبين، ليس فقط على المستوى المهني، بل أيضًا على الصعيد النفسي والاجتماعي؟
ما نقدّمه ينعكس بشكل فعّال على المشاركين في أكثر من بُعد. فإلى جانب المهارات التقنية، نساعدهم على بناء شخصية واثقة من خلال طريقة مشيهم، حضورهم، وتعبيرهم الوجهي. نتدرّب معهم على الـ Facial Expression، وعلى استخدام الكعب العالي بطريقة صحيحة، بالإضافة إلى الوقفة الجسدية السليمة لدى الشباب والصبايا. كما نركّز على تعزيز الثقة بالنفس، ونعمل مع السيدات على مفهوم الأناقة في التصرف، وكيفية المشي والجلوس بشكل لائق. أمّا الرجال، فنوجّههم في كيفية التصرف في الحياة اليومية، سواء كانوا بمفردهم أو في مناسبات اجتماعية أو رسمية، لأن هذه التفاصيل نفتقدها كثيرًا في مجتمعنا اليوم.
- برأيكما، ما التحدّي الأكبر الذي يواجه الشباب عند دخول هذا المجال، وكيف تساعد الأكاديمية في تخطّيه؟
غالبًا ما يكون الشباب في بداية الطريق غير مدركين للاتجاه الصحيح الذي ينبغي أن يسلكوه في هذا المجال. من هنا، نحرص في الأكاديمية على مرافقتهم وتوجيههم، سواء لجهة اختيار ال "Agence" المناسبة للانضمام إليها، أو من خلال تحضيرهم الكامل ليتمكنوا من دخول هذا العالم بشروط واضحة وواثقة. كما نشجّع من يرغب بالعمل بشكل حر (Freelancer) على تطوير ذاته والانطلاق بمسيرته المهنية.
- ما هي الرسالة التي يسعى المصمم كلود إلى إيصالها من خلال هذا المشروع، وكيف يحلم بتطويره في المستقبل؟
هذا المجال ليس حكرًا على فئة معيّنة من الناس. إن أبواب الأكاديمية مفتوحة للجميع دون تمييز، مهما كانت أشكالهم أو مقاسات أجسامهم، حتى لمن يعانون من مشاكل نفسيّة أو جسديّة.
أما بالنسبة لحلم السيد كلود، فيكمن في دمج مفاهيم الأناقة والإتيكيت والتوازن ضمن مناهج تدريبية تصلح لكل إنسان، لأننا بتنا في زمن صعب، حيث كثرة الجلوس أمام الشاشات والإدمان على الأجهزة الذكية تؤثر على أجسامنا وسلوكنا. لذا، يسعى السيد كلود إلى أن تكون الأكاديمية مساحة تُعيد التوازن إلى الإنسان من الداخل والخارج على حد سواء.