بقلم كميلة نوري العكيدي
"ادفع بالتي هي أحسن"وليست "عامِل كما تُعامَل"
لو أننا عاملنا الحقير بحقارته، والكاذب بكذبه، والجاهل بجهله، والمنافق بنفاقه،لأصبحنا نسخًا مشوّهة منهم، نُعيد إنتاج قبحهم بأيدينا، وهذا ما لا تُجيزه أخلاقنا، ولا ترضاه فِطرُتنا، ولا تُقرّه تربيتنا.
لسنا في سباق ردّات الفعل، ولا نعيش وفق منطق العين بالعين في كل الأمور فهو لايصلح لكل المواقف.
فمن تربّى على القيم، لن يبيعها عند أول اختبار.
ومن نشأ في بيت يُعلّم النُّبل، لن يخلع ثوب الأخلاق ليساير من تربى بين الأزقة، أو تشبّع بسلوك الحواري.
السموّ لا يعني الضعف، بل هو قوّة الصّمت حين يكون الصوت لا يجدي،ورفعةُ التعامل حين يتهاوى الآخرون إلى الدرك.فلا تُشبههم... دعْ لهم وحلهم، وتمسّك بنقائك، فالله تعالى قال:
{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}
٤/ ٨ / ٢٠٢٥