ريحاب مدين / مصر
فاشِلَةٌ في مَعارِكِ الغَزَلِ عَيْناكِ آخِرُ ما تَبَقّى مِنَ الأَمَلِ عُدتُّ مِن قِتالِهِما فاشِلَةً أَرتَجي سَوادَهُما القِتالَ، لا أَبْغي عَنهُ حَولَ! أُعاني مَشَقَّةَ التَّجافي، لَيتَ دونَهُما بَدَلْ حَبيبَتَيْنِ عَشِقَتْهُما الحياةُ، ومِن حُبِّهِما... ما قَتَلْ! حَدَقتانِ غَمّازَتانِ بَكماءتانِ، مُثِيرَتانِ للجَدَلْ نَهرانِ مِنَ الدُّموعِ، قد جَفّا على تِلكَ المُقَلْ لا بأسَ إِنّي في هَواها مُقاتِلٌ، فَلا تَحسِبونَ أَنّي بَطَلْ عَيْنانِ... عَيْنٌ تَبوحُ، وَعَيْنٌ تُسِرُّ وَحْيًا قد نَزَلْ جَادَتْ بسَيلٍ في الجَفافِ، فَيّاضٍ ذَا جَزَلْ جِئتُ أُداعِبُ أَهدابَها بحَذَرٍ شابَهُ هَزَلْ وَقَفْتُ أَعْوامًا أَبكي على الذِّكرى في مُعَلَّقَتي... بلا طَلَلْ مُوحِشٌ طريقُ أَسفاري عاثِرٌ، وَطَريقُ وَجنَتَيْهِ محفورٌ بمَجرى الدُّموعِ... وقد ذُلِّلْ ضالٌّ بصَحراءِ الحِرمانِ، لاهِبٌ، يَرتَجي ظِلَلْ أَرخى جِفنَيهِ دَلالًا... آهٍ على ما تُرخِي السَّدَلْ أَساطِيرُ الحُبِّ تُسْرَدُها تِلكَ الدُّموعُ، بِقُدسيّةٍ تُقيمُ الطُّقوسَ... وتَعتَنِقُ كُلَّ المِلَلْ هَل يَسخو عليَّ بنَظرةٍ؟ صابِرٌ أَمضي وأَنتظرُ على وَجَلْ على وَتِيرتي كنتُ أَمَل... كُنتُ أَنتظرُ نَواعِسَهُ، كانت تَرقُبُني على خَجَلْ مَصارِعُ العِشقِ في لَوَاحِظِهِ تُقاتِلُني، وأَنَا بِتُّ أَعزَلْ بِمِحرابِ هاتِيكَ العُيونِ كُنتُ أَدعُو، كُنتُ أَسجُدُ... كُنتُ أَبتَهِلْ تِلكَ الرُّمُوشُ قَصيدَتي، وخَنجَري المَغرُوسُ في مَنهُ أَبغِي بهِ التَّنصُّلْ أَحفَظُ عَهدَ حُبِّه قائِمًا، عليهِ لَستُ أَغفَلْ بَلُّورِيَّةٌ دَمعاتُه... أُهابُ بها صَمتًا، وأَبدًا ما سَأَلْ كأَرحَمِ ما يَكونُ حِينَ يَغفُو، ما جَدوى رَحمَاهُ؟ إِن كانَ في صَحوِهِ قَد... قَتَلْ أَقمَارٌ تَسكُنُ عَينَيهِ تُضيءُ، بلَيلِها وبِسَوادِها تَكتَحِلْ أَسبَلَ عَينَيهِ على لَيلى غافِيًا... وأَنَا السَّاهِرُ منذُ الأَزَلْ ضائِعٌ قَلبي بينَ جَوانِحي، قَطيعُ العُنوانِ... تائِهٌ، وعَنهُ لا تَسَلْ ماذا تَراني صانِعًا؟ حَقّي لدَيهِ قَد بَطَلْ بِشَواطِئِ عَينَيهِ يَنمُو الحَرْمَلْ بِبَقيَّةِ ظِلٍّ مِن خَجَلي... وَردي كانَ يَذبَلْ أَلهُو في لَيالي الصَّيفِ بِهِما... كُنتُ أَثمَلْ وبَقِيّةٌ طافِيَةٌ منِّي... كانت تَحفِلْ أَرحَلُ بزَورقي إِلى يُمهِ الذي لا أَصِلْ أَرحَلُ بِعُمري في أزمانِه، ويدّعي أَنّني على عَجَلْ للعُيونِ الزَّبرَجَدِيّةِ أَكتُبُ في الغَزَلْ لَها أَكتُبُ... بلا مَلَلْ للعُيونِ الزَّبرَجَدِيّةِ أَحكِي كُلَّ أَمري... جَلَلْ أُحَدِّقُ سَارِحَةً هناكَ بينَ المُقَلْ، طارَ عَقلِي بها... لُبِّي قَد خَبَلْ بِها لَيلي سَرمَديٌّ، ما زالَ يَعبُرُني... ولَم يَزَلْ مَفتونٌ... لَواعِجُهُ تَفضَحُه، حالِمٌ بالوَصلِ... وأَبدًا ما وَصَلْ أَرحَلُ بيَأسي في أَمَلِه... بلا كَلَلْ مُسافِرَةٌ... بِعَينَيهِ حتّى يَنتَهي بي الأَجَلْ عُدتُ... غَريقَةَ شَطِّهِ، عُدتُ فاشِلَةً من مَعَاركِ الغَزَلْ لَيتَهُ أَنصَتَ لِحِكَايَتي... لَيتَهُ ما خزل !!
شكرا من القلب
ردحذف