أحبّك كأنك كود سريّ

 


بقلم نقاء طوالبه



لا أحتاج خارطة… أعرفك.

أعرفك كما يعرف المتخصص أعماق النظام،

كما تفهم العين لغة الشيفرة… دون أن تترجم.


أنت تسكنني في ملفات لا تُفتح أمام أحد.

مجلّدك مشفّر، لا يدخله أحد، ولا أمحوك…

لكنني كثيرًا ما أعيد تشغيلك داخلي حين ينهكني الواقع.


أنا امرأة تُحبّ التكنولوجيا، لكن لا تُحبّ أن تُستَخدم.

أُحبُّ كلّ شيء ذكيّ، إلا القلوب المزوّرة.

أكتب رسائلي في الملاحظات،

أحذفها… ثم أُعيد كتابتها لأراك أكثر صدقًا بين الأسطر.


أحبّ التفاصيل، تلك التي لا تظهر في الواجهة:

صوتك حين تتثاءب،

ردّة فعلك حين يرن الهاتف باسمي،

الفراغ بين حرفين… كيف يضجّ بك.


أحبُّ أن أعيش كما أُحبّ:

نسخة خفيفة من العالم،

إصدار مطوّر من الهدوء،

بلمساتك… لا بإعدادات المصنع.


لا أحتاج حوارًا طويلاً…

يكفيني أن تشبك معي على “بلوتوث القلب”،

فتعرف متى أحتاج لمسة، ومتى أحتاج لصمت يلتفّ حولي كغطاء دافئ.


الحبّ بالنسبة لي ليس وردة وصورة…

هو كود مخفيّ في آخر الصفحة،

إن وصلت إليه… ستعرف أنني لم أكن بسيطة أبدًا،

كنتُ مصمّمة بعناية… لأراك...!

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology