الأديبة ياسمين فؤاد عنبتاوي
أقفُ على حافةِ الليل، حيثُ تتراقصُ الظلالُ على أهدابِ السكون. القمرُ، ذاك العاشقُ الأزلي، يطلُّ من علٍ، يغمرُ الوجودَ بضوءٍ فضيٍّ باهت.
أمدُّ يديَّ، كمنْ يطلبُ العون، أو كمنْ يودُّ أن يلامسَ وجهَ الحبيب. لكنْ، أدركُ أنَّ المسافةَ بيننا شاسعةٌ، كالمسافةِ بين الحلمِ والحقيقة.
أتنفَّسُ عبيرَ الليلِ، وأستنشقُ صمتَ النجومِ. في كلِّ نجمةٍ، حكايةٌ، وفي كلِّ شعاعٍ، أملٌ.
أتذكَّرُ وجهَك، يا حبيبي. أرى عينيك في لمعانِ القمرِ، وابتسامتك في همسِ الريحِ.
أين أنت الآن؟ هل تنظرٓ إلى القمرِ ذاته؟ هل تتذكَّر وعودَنا، وأحلامَنا التي نسجناها معًا تحتَ ضوءِهِ؟
أغمضُ عينيَّ، وأتخيَّلُك. أراك تمشي بين الحقولِ، تتراقص مع الفراشاتِ، وتغني للطيورِ.
أفتحُ عينيَّ، وأدركُ أنَّك لست هنا. لكنَّك، في أعماقِ قلبي، باقيٌ.
القمرُ يشهدُ على حبي، وعلى اشتياقي. هو الصديقُ الأمينُ، الذي يشاركني وحدتي، ويخفِّفُ عني لوعةَ الفراقِ.
سأظلُّ أنتظرُ، حتى يعودَ اللقاءُ. حتى نلتقيَ تحتَ ضوءِ القمرِ، ونعيدَ كتابةَ قصتنا، بفصلٍ جديدٍ من الحبِّ والوفاءِ.