حِبْرُ الغِيَابْ

 


 الشاعرة بهيجة البعطوط / تونس

كَمَا أُحِيِيَّ لِزَكَرِيَا 

أَلَّا يُكَلِّمَ النَّاسَ 

ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيَّا

 أَخَذَ الوَجْدُ بِيَدِي وَلَهًا

قَادَنِي إلى كَهْفِ الصَّمْتِ

فَغَدَى صَوْتِي تَرَاتِيلَ هَمْسٍ

وقَلْبِي إمْتَلَأَ بِكَ صَبَابَةً

حَتَّي صَارَ  الفُؤَادُ عَصِيَّا


يَسْجُدُ خَافِقِي خُشُوعًا 

بمِحْرَابِ الذِّكْرَى هُجُوعًا

فَتُمْطِرُ المُقَلُ عَلَى وَجْنَتَيَّ


فانْتَبَذْتُ مِنَ الوَرَى مَكَانًا قَصِيَّا

كَمَرْيَمَ بِنْتِ عُمْرَانَ

أَحْمِلُكَ في الحَشَى شَوْقًا..لَهْفَةً

بَيٌنَ أَسْرِ الذِّكْرَى أَتَوَجَّعُ

بِمَخَاضِ السِّنِينِ أَتَأَلَّمُ 


كَالرَّجَاءْ بِحِبْرِ الغِيَابِ

أُنَادِيكَ أَهُزُّ جِذْعَ الحَنِينِ

أَنْتَظِرُ وَصْلَكَ رَطْبًا جَنِيًّا

فَكاَنَ لِصَوْتِي صَدَى 

وصِرْتُ نَسْيًا مَنْسِيَا


 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology