مصطفى عبدالملك الصميدي
اليمن
ماذا لو كنتُ فضاءً مفتوحاً
يضِلّ في رحابتِي من اسْتَنسَر الغَيْم
وصَبَّ الحِقد أطناناً على أرضِنا الجُرح؟
ماذا لوْ كُنتُ
والرِّيح مِلْكُ يمِينِي
أَجنِحةً ترِدّ النّار بِريشها العَاتِي؟
لعَلِّي أُغلقُ سقفَ المَدِينة الآن أمناً،
كي تضمِدُّ جُرحَها النّزفَ دونَ خوفها الآخِر،
أُعِيد للأمهاتِ أنفاساً لفَظتْها على أقدَاحِها المَاء،
للشّيوخ عيوناً أغطَشَتها الليالي الجُدُرْ،
للأطفالِ فرحةً لَم تغمرهمْ
منذُ عطسَة المَهْد.
لعَلِّي أرفعُ من كاهلِ الرّمل شَراشر الدّهر،
أُُبلْسِم التِّلال مَنْخُورة العَظْم،
الفِجَاجَ مَوءُودة اللّحم.
لعَلِّي أُطَرّز بخيوط النّسِيم
جِنَانٍ لم تخطر على بالِ أحد،
أغزِلها على الأطلال ذوات أفْنانٍ
أنثُر سَليليَ الدّفءَ عِهناً منفوشاً، وفُرشاً
بطَائنها مِنْ إستَبرق النّصر.
لعَلِّي ولعَلَّكم
في نشوةِ التّحرير
ولعلَّهم في دوامةِ عِجلٍ
لِسامِرِّي العَصر.
