االكاتبة عربية عبد
علّموني أن أحمل الاشياء الثقيلة.
الآيات الطويلة في صدري،
حقيبة المدرسة على ظهري،
وحدود الوطن في رأسي،
أكياس الطحين والسكر في يديّ
من حصص اللاجئين.
حملت صوت أمي
كأنه ترنيمة لا تنام،
وحملت أصوات إخوتي
كأنها واجب لا يُؤجَّل.
حملتُ الأجساد الصغيرة،
هدّأتها بذراعيّ المرتبكتين،
وغنّيت للوطن،
وكأن الغناء يكفي لستر الجراح.
حكايات جدتي. ووصايها ..
إقرأي المعوذات
كي تحفظك. من الخذلان..
لم أفعل …
كبرت…
وأنا أحمل كل شيء في قلبي،
ثِقَلُ الأشياء لا يفارق ظهري،
كأن أحدهم
متشبث بي من الخلف،
وكلما تعثّرتُ
أعود إلى البداية،
أستأنف الطريق
كأنني لم أُجرّب التعب من قبل.
حاولت جاهدة أن لا أنقل ثقل روحي وقلبي إلى أبنائي ..
فابتلعته ليصل أمعائي ..
لاحقاً ظهر على شكل تعرجات وخطوط في جبيني
وخصلات بيض في شعري …
توقفت عن البكاء
الآن،
صرتُ أكبر من كل ذلك،
أعرف متى أضع حملي،
متى أجعل الأصوات كلمات،
والكلمات دموعًا
أمسحها قبل أن يراها أحد.
وارقص فقط…
حين يأتيني صوتٌ من بعيد يقول:
“أنا بخير،
لا عليكِ…
أنا فقط أشتاقك.”