على طريق العظماء قصة: "مهما واجهت... سأصنع فيلماً" عن مشوار المخرج "هاني الشيباني"

 



كتبتها وصاغتها الكاتبة والسيناريست رضوى رضا

المحاولة دومًا تصنع الفرق، هكذا يؤمن بطل قصتنا؛ فهو والمحاولة أصدقاء، بل عِشرة عمر.

منذ طفولته، وكلما أحب شيئًا قلّده. محاولات تليها محاولات طوّرت فيه كثيرًا، وحققت له العديد من الأهداف، ووضعته على الطريق الصحيح، ولا زالت تعطيه الأمل، ولا زال لديه الإصرار للاستمرار في محاولاته التي تُثري شغفه وتحقق طموحاته.

المخرج الإماراتي هاني الشيباني، ابن مدينة دبي الجميلة، منذ صغره أحب التقليد واحترف محاكاة كل شيء يعجبه، في السادسة من عمره صنع مجلة صغيرة تحاكي مجلات الأطفال التي يقرأها، وضع فيها رسوماته وقصاصاته الصغيرة، وبكل حب وحماس ينشرها بين أفراد عائلته، جمهوره الأول، الذي شجعه ليقوم بإصدار أعداد أخرى متلاحقة، تطورت مع تطوره، وكبرت معه؛ ليصبح الجمهور أكبر: العائلة الصغيرة والكبيرة، وأصدقاء الحي والمدرسة.


وكبر، وكبرت معه إصداراته، ففي عمر العاشرة أطلق مجلة "كشكول الضحك" نشر فيها القصص الطريفة، وقصاصات من قراءاته المختلفة، وتحاكي في محتواها مجلة مشهورة، وهي مجلة "كشكول"، إحدى المجلات التي كانت تصدر في مصر والخليج، وتميزت بطابعها الساخر، وقصصها البسيطة الموجهة للشباب والمراهقين.

"كانت جميعها أشياء طفولية، بسيطة وصغيرة، لكنها محاولات."

هكذا قال بطلنا عن أعمال طفولته، وبالفعل هي بسيطة، لكنها سُجّلت لأجله وفي تاريخه، محاولات لم تسقطها الحياة، ولم يغفلها عقله، بل جعلته مستعدًا للمرحلة التالية.


من يقرأ المجلات وقصصها، تجذبه الكتب؛ فبجانب المجلات كانت تُباع قصص قصيرة للكاتب الإماراتي محمد المُر، والمعروف بقصصه التي تحاكي البيئة الإماراتية، وتُصوّر كلماته الأحياء والبيوت، كما تُعبّر عن مشاكل الإنسان الاجتماعية وتنتقدها بلغة ساخرة. وهذا النوع هو ما جذب بطلنا الصغير؛ فجعل يقرأها وينتظر إصداراتها باستمرار، ثم بدأ يقلّدها.

يتطور الإنسان بالمحاولة، وكلما أصرّ على الاستمرار، أهدته الحياة ثوبًا جديدًا من الخبرة، يزداد به بريقًا ونضجًا ونجاحًا. وبالفعل توسعت قراءات بطلنا لتصل للكتب العربية؛ فبدأ بروايات الجيب، ثم قرأ بنهم للعمالقة نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، وغيرهما. وفي كل مرة ينهي كتابًا، تجذبه أصابعه للكتابة؛ فسطر بأنامله الصغيرة قصصًا قصيرة تعبّر عنه وعن طفولته، وتحمل ملامح شغف أخذ يتبلور أمامه شيئًا فشيئًا.


تتغير الأدوات، ونبدأ كل فترة قصة جديدة، لكنها في الحقيقة تخدم قصتنا الكبيرة. في الثمانينات من القرن الماضي، انتشرت أفلام الفيديو، وقد أصبح بطلنا شابًا بعمر المراهقة وكغيره قرر المشاهدة، لكنه لم يكن كغيره في الاستنتاج؛ ففي حين يشاهد البعض للمتعة، أو للنقد، كان هو يشاهد ويفكر في كيفية عرض القصة، وكيف تحولت من كلمات في كتاب إلى محاكاة بصرية وإنسانية حية على الشاشة، جعلته يكتشف  لغة جديدة لرواية القصص وهي اللغة البصرية.

تتغير لغة الحكي، وتبقى في النهاية القصة تُثير اهتمام عاشقها. أحب بطلنا لغة الحكي الجديدة – لغة الصورة – وهي لغة الفن في الشاشة الصغيرة والكبيرة؛ لذا قرأ، ودخل عوالم أصحاب هذه اللغة، صُنّاع الأفلام مثل "محمد خان، عاطف الطيب، خيري بشارة، وداود عبد السيد، وغيرهم"، ممن لهم رؤية وفكر مختلف، أدى إلى عروض مختلفة.


ولم يفهم وقتها سر اختلاف رؤاهم، لكنه شعر أن أعمالهم ليست تقليدية؛ لذلك اطّلع على الآراء والمقالات النقدية؛ فالرأي النقدي يكون مخالفًا، إلا أننا نحتاجه لأنه يُطلعنا على رؤية مختلفة للأمور، رؤية تُوضح الأصل، لا ترفضه.

حينما تُقلّد وتُحاكي ما تراه، فهذا يعني بنسبة كبيرة أنك أحببت، وحين تستمر تكون قد عشقت.

ورغم أن بطلنا طالب في المرحلة الثانوية، لكنه قرر أن يكتب فيلمًا، لماذا لا؟ ألم يُصدر مجلة بعمر السادسة؟ فلِمَ لا يكتب فيلمًا بعمر السادسة عشرة؟ وكان "كيرم" أولى تجاربه الفنية، فيلمًا مدته حوالي خمس دقائق.

وفيما نتخذ خطوة، تُكافئنا الحياة بخطوة أخرى؛ فبعد أن كتب الفكرة كان لا بد من تنفيذها، فعرضها على صديقه عبدالله جنكان، والذي يمتلك كاميرا، بها يصنع أفلامًا وثائقية عن مدينة دبي، ولم يتردد في الموافقة.

خرج فيلم "كيرم" إلى النور عام 1992م، بل وشهد له الكبار؛ فصادف انعقاد مسابقة فنية لأفلام الهواة في نفس العام في المجمع الثقافي بدبي، وشارك بطلنا فيها، وفاز الفيلم بالمركز الثالث.

ما أجمل أن تُبدع فيُعترَف بك، ما أبهى أن تُحاول فتُكلَّل محاولتك بالنجاح، وما أروع أن تُصدّق أنك تستطيع؛ فتفعل، وهنا تُفتح لك كل الأبواب.


كلما اتخذنا خطوات جادة، مفعمة بالإرادة والصبر، كلما تهافتت علينا الأفكار وألحّت للتنفيذ.

استمر بطلنا في الكتابة؛ فأهدته مثابرته فكرة "حرب"، فيلم قصير عبر عن الصراعات الدامية حول العالم ولكن على رقعة شنطرنج حيث القطع تتبارز بالحركات، مصوّرة الحروب وشرورها، وقد كتبها وأخرجها بنفسه؛ ليُعطي الكثير من المعاني الرمزية، والكثير من الفلسفة التي تقول الكثير دون أن تُصرّح، وفي مدة أقل من خمس دقائق، وهذا ما جعله تجربة فريدة، أدت إلى منحة لدراسة السينما لأجل صانعه، والذي أنهى الثانوية العامة بتفوق، فحصل على كاميرا متطورة كهدية نجاح من والده، وابتسمت له الحياة، ولكن... هل تبتسم دون تحديات؟

حين يعرف الإنسان شغفه، تختبره الحياة؛ فإما صمودًا ومواجهة، بعدهما تبدأ المعجزات، أو استسلامًا؛ فتبدأ الإخفاقات.

نُحب لكن أحيانا كثيرة لا نتمسك، ليس عيبا لكنها الحياة تحتم علينا أحيانا أن نسمع كلمة الخبرة، نُقيّم المواضيع من منظور مستقبلي، وهذا ما كانت العائلة  تراه، أنه من منظور الخبرة والوعي مواجهة الحياة تحتاج مهنة مضمونه، وكون الفن ليس من المواضيع التي كان لها الأولولية في الدراسة في ذاك الوقت كون الناس يرونها هواية؛ فكانت النصيحة أن يستمر فيما أحب لكن كهواية، أما الدراسة فيجب أن تكون تخصص علمي مهم. واقتنع هاني برؤية عائلته ولم يقبل منحة دراسة السينما، والتحق بكلية العلوم قسم أحياء، وابتعد تمامًا عن شغفه، وشتّان ما بين العالمَين.

 مر عامان وهو يدرس ويحاول، لكنه لم يُوَفَّق. قرر التحويل إلى هندسة معمارية، وساندته عائلته،

ثلاثة أعوام مرت دون الوصول للمعدل المطلوب من أجل التخصص، وبالتالي لم يكن لديه الفرصة لأن يُكمِل في الهندسة.

إحباط عائلي؛ فهم ينتظرونه مهندسًا، ولم تُسانده روحه في ذلك، وهنا كانت وقفته مع نفسه؛ ليستمع لرسائل الحياة؛ فبنظرة واعية لخمس سنوات مضت من المحاولة في دراسة لم ينتمِ وجدانيًا لها، وبمقارنتها بما قبلها. حين صنع فيلمين بشغف حصد منهما المكاسب، شعر أنه اختلاف كبير بين أن تفعل شيئًا لأنك تريده، وأن تفعل شيئًا فقط لأنه المفروض أو لإرضاء الآخرين.


أن تكون بإرادتك، يعني أن تلمس النجوم بسعادة، وأن تكون مُجبَرًا، يعني أن تأخذك الحياة لقاع الأرض، حزينًا، مفقودًا من نفسك...

"كان لا بد من اتخاذ القرار المناسب" — هكذا قال هاني الشيباني حين وجد نفسه لن يستطيع أن يُكمل في دراسة شيء لا ينتمي له، وقرر أن يدرس في المضمار الذي يهتم به، فقدم أوراقه إلى معهد السينما بالقاهرة؛ ليقف العمر أمامه حائلًا، وكلمة لا ينساها:


"العمر غير مناسب؛ لقد تجاوزت الحد بشهرين."

وهل نتوقف حين يُغلق الباب، باكين، وكأن كل الأبواب أوصدت، ولا مفر من الهزيمة؟

قرر هاني الشيباني أن يدرس شيئًا مقاربًا لما يحب، فالتحق بكلية الإعلام – قسم إذاعة وتلفزيون، ومرت السنوات سريعة، لتتوج انتهائها بنجاحه وتفوقه، وفرحت عائلته التي ساندته حين أطاع اختيارها الأول، وقدمت له الدعم المادي والمعنوي حين قرر الاختيار.

وبدأت رحلة جديدة، بخبرة ودراسة وشغف، مستعدًّا بهم لمواجهة أقوى التحديات، بدأ مساره الوظيفي، لكنه لم ينسَ شغفه الأول صناعة الأفلام، ولا أصدقاء صناعة الأفلام شركاء الرحلة.

إذا كان عقل واحد قادرا على صنع الكثير، ما بالك بعقلين وقلبين يحملون نفس الشغف، يتطلعون للمستقبل بالنظرة ذاتها، يتكاتفون لأجل تحقيق حلم، عدنا وعادت الصحبة من جديد لتبدأ جلسات هاني الشيباني ويوسف إبراهيم، والذي يصفه هاني الشيباني بأنه الشريك الإبداعي؛ فهو صديق الطفولة الذي عاصر الكثير من مراحل القصة ليصبح أحد أعمدتها بسبب معادلة بسيطة وهي جلسات نقاش للأفكار ثم يكتب يوسف وينفذ هاني كمخرج؛ ليصبحا على نفس الطريق يحاولان معا ويثابران معا لترى أفكارهما النور، وبالفعل كتب يوسف وأخرج هاني العمل الفني الأول له بعد الدراسة "ليلة شتاء دافيء"ليسجلا أسميهما في عالم صانعي الأفلام..

فلنبدأ، دوما البداية تشكل عقبة، بمجرد تخطيها تواجهنا الاستمرارية تتابعنا وتطلب المزيد ليحدث التأكيد؛  لذلك واصل هاني الشيباني ورفيق رحلته يوسف ابراهيم نقاشاتهم وبحثهم حتى وصلا لفكرة جديدة "جوهرة"، حكاية عن طفلة تهرب من اضطراب عائلتها إلى عالمٍ من الخيال، تبني فيه قصورًا من الرمال على الشاطئ، كأنها تُشيّد العالم الذي تحلم بالعيش فيه. كتب يوسف ابراهيم الكلمات بإتقان، وأخرج هاني الشيباني الصورة ببراعة وشغف يفيض في كل مشهد، مما كشف عن براعته في تجسيد التفاعلات النفسية العميقة للشخصيات.

فحصد "فيلم جوهرة" عدة جوائز وشهادات تقدير، وشارك في مهرجانات محلية وعربية ودولية، وتحدثت عنه الكثير من الصحف، ليُصبح اسم هاني الشيباني حاضرًا كمخرج موهوب في ساحة صناعة الأفلام الإماراتية والعربية.

كلما نجح الإنسان، زادت تحدياته، واتسعت طموحاته، وتغيرت معايير النجاح في نظره. لكن، لمَ لا يرى أن مجرد التجربة نجاح، وأن السعي نحو الهدف في رحلة يكتسب فيها مزيدًا من المعرفة والخبرة، يُعتبر أيضًا نجاحًا؟

بعد النجاح الكبير لفيلم "جوهرة"، عرضت عليه الحياة تحديًا جديدًا، وهو تنفيذ فيلم سينمائي طويل.

وكان هذا التحدي مغامرة كبيرة، خصوصًا وأنه من التجارب الإماراتية الأولى في مجال السينما، واحتاج إلى تصاريح معقدة، وتقنيات باهظة الثمن، وإجراءات شاقة من التنفيذ والإنتاج إلى التوزيع والعرض والتسويق.

لكنه أكمل، وخرج فيلم "حلم" إلى النور في عام 2003م.

غير أنه لم يبلغ النجاح الذي بلغه فيلم "جوهرة"، فبات هاني مُحبطًا، يرى نفسه انحدر من قمة النجاح إلى قمة الفشل، والنتيجة أنه توقف عن كل شيء...

تتجمد الحياة في أعيننا حين نخفق، وحين نضع التوقعات العالية، وحين لا نرى الصورة على حقيقتها؛ وهذا ما واجهه بطلنا الذي قرر العزلة. ترك صناعة الأفلام لسنواتٍ من عام 2004م.

 ابتعد عن دوره كمخرج يدير موقع التصوير، يقف خلف الكاميرا، يلاحظ ويقرر، وينفذ ويرشد بتعليماته وتصوراته الممثلين والعاملين معه، ثم يعدل الصورة ويرتب المشاهد ويحذف ويزيد حسب رؤيته. انتقل من صانع أفلام إلى مُشاهد يجلس أمام الشاشة في المنزل ليرى المشهد الأخير دون خطواته التي اعتاد على نسجها بفكره وإبداعه، ظل يتابع ما يحب بحزن الفراق.

تمر الأيام بسعادتها وحزنها تأخذ كل شيء معها، وما يبقى منها هو التعلم، ورسائل إن فهمنا مرادها سنعبر للجديد بخفة وأمل..

مرت ثلاث سنوات إلى عام 2007م، وكما تابع خلالها بصمت السينما وصناعة الأفلام، قام أيضًا بإعادة المشاهد في عقله، وعلى أرض الواقع عاد يدرس أخطاءه ويحللها ويستنتج الأسباب، والتي منها أن الاستعجال أحيانًا كثيرة يكون الشريك المخالف والمفسد للعمل. استوضح أن مقارنة النجاح بين فيلم طويل وآخر قصير ليست مجدية؛ لأن المشروعين رغم تشابههما مختلفين في حجم التنفيذ وطريقته، ولم يكن يدرك ذلك وقت الأزمة. درس سبل النجاح من جديد؛ ليبدأ صفحة جديدة بخبرة أكبر.

لم يقرر العودة ولم يخطط لها، لكنه القدر الذي يعرف ما تألفه النفس وما تتوق له الروح؛ لذا أعد له مفاجأة سارة في عام 2007م. تلقى طلبًا من تلفزيون الشارقة بالمشاركة في مبادرة أقرها حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، وهي إنتاج عدة أفلام إماراتية للعرض على شاشة تليفزيون الشارقة، وكان عمل العودة  اسمه "جمعة والبحر"، ووصفه بأنه من الأعمال التي أحبها كثيرا، وأنه عودة قوية، وشارك به في مهرجان أبوظبي السينمائي..

واستمر بطلنا في شغفه، ولأن الحياة غالبا تمنحنا ما نريده ولكن في الوقت المناسب لنا حيث نكون مستعدين له وقادرين عليه؛ أهدته منحة جديدة لدراسة الماجستير في أستراليا في الفنون المرئية، تخصص سينما وتلفزيون، في "جريفيث فيلم سكول" (Griffith Film School)، ويصفها بأنها من التجارب التي تعلم منها واستمتع بها كثيرا..

توالت أعمال المخرج هاني الشيباني من سهرات تلفزيونية مثل: "ذات ليلة، وأحزان صغيرة، وفندق في المدينة"، إلى أفلام مثل: "جنة رحمة، وانتظار"، وإعلانات وبرامج. نشر بعض أعماله على قناته باليوتيوب، ولم يتوقف عن شغفه في صناعة الأفلام، بل قرر أنه لن يدخر جهداً في تعلم شيء يخدم ذلك، وكان مستمراً في البحث عن أفضل الطرق ليصنع فيلماً يوصل رسالة. ومن تلك التجارب المختلفة كان فيلم "انتظار" الذي صوره وأخرجه في عام 2016، وهو عبارة عن خمس قصص حقيقية، حكوا له أبطال هذه القصص حكايتهم مع الانتظار ، وقاموا بتمثيل قصصهم بأنفسهم وبحوارهم الخاص، ولم يكن نصاً مكتوباً. وقال عنه:


"كانت تجربة مختلفة استمتعت بها وتعلمت منها، وهكذا بكل الطرق كنت أحاول صناعة فيلم له مغزى، ويروي قصة تعبر عن أصحابها".

أراد هاني الشيباني الاستمرار فيما يعتبره – كما قال – "الأكسجين الذي لا أستطيع الحياة دونه"، قاصداً صناعة الأفلام. ولكن ما دمنا نحاول تواجهنا التحديات، وما دمنا نحب ونحلم ونسعى، تُرسل لنا الحلول.

تواجه صناعة السينما دوماً عقبة كبيرة حاول بطلنا تخطيها باستمرار، وهي الإنتاج. لذلك جاءت فكرة تأسيس شركة إنتاج، وقد شاركه تفكيره وشغفه صديقاه عامر سالمين وعلي المرزوقي؛ لتشارك شركة "غمشة" للإنتاج الفني في ساحة صناعة الأفلام، وتبدأ إنتاجها بفيلم "خلك شنب" في عام 2019، وهو فيلم إماراتي طويل كوميدي. وكانت تجربة جديدة من حيث إخراج فيلم كوميدي، وقد أحبها المخرج هاني الشيباني واستمتع فيها، قائلاً عنها:


"فيلم خلك شنب تجربة رائعة وممتعة، ضحكنا فيها كثيراً، والشباب – عمار، وسعد، وكندي، وغيرهم ممن شاركوا في الفيلم – كانوا رائعين ويستحقون فرصاً عظيمة؛ لأنهم موهوبين بالفعل، ومشاريع نجوم كوميديا حقيقيين".

وتوالت انتاجات شركة غمشة فتم انتاج فيلم سوشيال مان عام 2020م، وفيلم "خلك شنب 2" عام2022م، والمشاركة في الفيلم الوثائقي الإيطالي "حواله"، والمسلسل الكوميدي "11%"، وعدة مشارع أعلنت عنها منها الملياردير، رحلة إلى المستقبل وغيرها.

تتوالى الإنجازات، ويستمر العقل في وضع الأهداف، ويبقى الشغف المحفز الأقوى على الاستمرارية، والتفكير المبدع والدافع للتفوق وليس فقط النجاح. ولكن يحدث أن نُخفق وتتغير النتائج، وهنا لابد من التفكير بشكل مختلف، وهو الاستمتاع برحلة التجربة وفهمها قبل حساب نتائجها. وهذا مبدأ المخرج هاني الشيباني: إن التجربة دوماً تعطينا شيئاً، إما تعلمٌ أو متعةٌ أو إلهامٌ، وهذا يكفي. وإن حصلت النتائج المرجوة، فهذا فضل عظيم. لكن إن لم يحدث، فلنقول إنها كانت تجربة تحمل رسالة عظيمة، وهي: 

استمر؛ لأنك إن لم تصل، ستتعلم، وحينما تتعلم ستصل.


أرجو لضيفي الكريم مزيداً من النجاحات، والكثير من الأفلام الرائعة التي تصل كل شاشة عربية وعالمية، حاملةً إلهامها المتجدد الذي يلامس القلب والعقل.










إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology