كان يا مكان

 



سعيد إبراهيم زعلوك

كَانَ يَا مَكان:

قِصَّتُنا في زَمَنٍ ضاعَ فيهِ الصَّدى،

حِينَ خافَ الحُلْمُ أَنْ يُكْمِلَ الحِكايةَ،

وَخَجِلَ القَمَرُ مِن ضَوْءِ العُيونِ الحيران.


تَبَعْثَرَتْ كَلِماتُنا بَيْنَ المَسافات،

كَأَنَّهَا نُجومٌ ضَلَّت طَريقَ السَّماء،

وَصارَ الحَنينُ مِلْحًا في الجِراح،

يُعيدُ لِلْقَلْبِ ما فَقَدَ مِن نِداء.


وَحِين جَفَّ الحَنينُ عَلَى الشِّفاه،

لَيْتَ القَصيدةُ تَعودُ إِلَى أُولِها،

قَبْلَ أَنْ يُغتَالَها النِّسيان.


لَيْتَنا بَقِينا عَلَى حافَةِ الحُلْم،

لا نَدري: أَنَحنُ البِدايةُ، أَمِ النِّهاية… أَمِ الأمان؟


وَفِي آخِرِ السُّطور،

حِين صَمَتَ الرَّواةُ،

سَمِعتُ "أينَ الحِكاية" تَقول:

ما اِنتهَتِ القِصص.


لَكِنَّ القُلُوب… ضاقَت بِالانتِظار،

وَما زالَ فِي العَتْمةِ طِفلٌ

يُعيدُ تَرْتيبَ النُّجوم…

لِيَنامَ الحُلْمُ عَلَى صَدْرِ النهار.


وَهَا أَنا، بَعْدَ طُولِ غياب،

أَمْسِكُ بِخُيوطِ الضَّوءِ المَنْهَك،

أُعيدُ صِياغَةَ الكَلِماتِ،

كَي تَحيا كَما أَحَبَبْتُها أَنْ تَحيا،

بَيْنَ الصَّمْتِ وَالضَّجيج، بَيْنَ الألمِ وَالحَنان.


كُلُّ نِهايةٍ، كَما عَلَّمَتْنِي الأيّام،

هِيَ مُجَرَّدُ بابٍ خَفِيٍّ مَفتوحٍ عَلَى أَمَلٍ جَديد،

وَالدِّكْرَيَات… مِثلَ الأنهار،

تُعيدُ نَفسَها بِطُرُقٍ أُخرى،

لِتُخبِرَنا أَنَّ الحُبَّ لَم يَرْحَل،

وَأَنَّنا لَم نُغادِرِ الحِكايةَ بَعْد.


فَلْيَكُنِ الحُلْمُ حاضِرًا حَتّى حِينَ يَغيب،

وَلِتَبقَ النُّجومُ تَدورُ بِلا كَلَل،

وَلِيبقَ فِينَا ذَلِكَ الطِّفلُ الَّذي يَعْرِفُ كَيفَ يُعيدُ تَرْتيبَ الكَون…

حَتّى نَنامَ جَميعًا عَلَى صَدْرِ النهار،

بِسَلامٍ لا يَطْلُبُ شَيئًا سِوَى أَنْ يُحَبَّ الحُلْم.


سعيد إبراهيم زعلوككان يا مكان


كَانَ يَا مَكان:

قِصَّتُنا في زَمَنٍ ضاعَ فيهِ الصَّدى،

حِينَ خافَ الحُلْمُ أَنْ يُكْمِلَ الحِكايةَ،

وَخَجِلَ القَمَرُ مِن ضَوْءِ العُيونِ الحيران.


تَبَعْثَرَتْ كَلِماتُنا بَيْنَ المَسافات،

كَأَنَّهَا نُجومٌ ضَلَّت طَريقَ السَّماء،

وَصارَ الحَنينُ مِلْحًا في الجِراح،

يُعيدُ لِلْقَلْبِ ما فَقَدَ مِن نِداء.


وَحِين جَفَّ الحَنينُ عَلَى الشِّفاه،

لَيْتَ القَصيدةُ تَعودُ إِلَى أُولِها،

قَبْلَ أَنْ يُغتَالَها النِّسيان.


لَيْتَنا بَقِينا عَلَى حافَةِ الحُلْم،

لا نَدري: أَنَحنُ البِدايةُ، أَمِ النِّهاية… أَمِ الأمان؟


وَفِي آخِرِ السُّطور،

حِين صَمَتَ الرَّواةُ،

سَمِعتُ "أينَ الحِكاية" تَقول:

ما اِنتهَتِ القِصص.


لَكِنَّ القُلُوب… ضاقَت بِالانتِظار،

وَما زالَ فِي العَتْمةِ طِفلٌ

يُعيدُ تَرْتيبَ النُّجوم…

لِيَنامَ الحُلْمُ عَلَى صَدْرِ النهار.


وَهَا أَنا، بَعْدَ طُولِ غياب،

أَمْسِكُ بِخُيوطِ الضَّوءِ المَنْهَك،

أُعيدُ صِياغَةَ الكَلِماتِ،

كَي تَحيا كَما أَحَبَبْتُها أَنْ تَحيا،

بَيْنَ الصَّمْتِ وَالضَّجيج، بَيْنَ الألمِ وَالحَنان.


كُلُّ نِهايةٍ، كَما عَلَّمَتْنِي الأيّام،

هِيَ مُجَرَّدُ بابٍ خَفِيٍّ مَفتوحٍ عَلَى أَمَلٍ جَديد،

وَالدِّكْرَيَات… مِثلَ الأنهار،

تُعيدُ نَفسَها بِطُرُقٍ أُخرى،

لِتُخبِرَنا أَنَّ الحُبَّ لَم يَرْحَل،

وَأَنَّنا لَم نُغادِرِ الحِكايةَ بَعْد.


فَلْيَكُنِ الحُلْمُ حاضِرًا حَتّى حِينَ يَغيب،

وَلِتَبقَ النُّجومُ تَدورُ بِلا كَلَل،

وَلِيبقَ فِينَا ذَلِكَ الطِّفلُ الَّذي يَعْرِفُ كَيفَ يُعيدُ تَرْتيبَ الكَون…

حَتّى نَنامَ جَميعًا عَلَى صَدْرِ النهار،

بِسَلامٍ لا يَطْلُبُ شَيئًا سِوَى أَنْ يُحَبَّ الحُلْم.



إرسال تعليق

أحدث أقدم

Recent in Technology